أصدرت وزارة البيئة والمياه والزراعة تقريرها اليومي المتعلق برصد كميات هطول الأمطار في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، كاشفة عن نشاط مطري ملحوظ شمل 9 مناطق إدارية مختلفة. وأوضح التقرير أن عمليات الرصد تمت بدقة عالية عبر شبكة واسعة تضم 111 محطة رصد هيدرولوجي ومناخي موزعة استراتيجياً لتغطية كافة التضاريس، حيث تصدرت منطقة الحدود الشمالية قائمة المناطق الأكثر غزارة بتسجيلها 16.7 ملم.
تفاصيل التقرير المناخي وتوزيع الأمطار
يأتي هذا الإعلان في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها الوزارة لمتابعة الحالة المناخية وتأثيراتها على الموارد المائية. وقد أظهرت البيانات تفاوتًا في كميات الأمطار بين المناطق، مما يعكس التنوع المناخي والجغرافي الكبير الذي تتمتع به المملكة. ويعد تسجيل منطقة الحدود الشمالية لأعلى معدل بـ 16.7 ملم مؤشراً إيجابياً للموسم المطري في تلك المنطقة، التي تعتمد بشكل كبير على المياه الموسمية لتعزيز الغطاء النباتي والمراعي الطبيعية.
أهمية شبكة الرصد الهيدرولوجي في المملكة
لا تقتصر أهمية هذه الأرقام على كونها إحصائيات يومية فحسب، بل تعكس تطور البنية التحتية لقطاع الأرصاد والمياه في السعودية. فقد عملت الوزارة خلال السنوات الماضية على توسيع وتحديث شبكة محطات الرصد (الأوتوماتيكية واليدوية) لضمان دقة البيانات. تلعب هذه المحطات دوراً حيوياً في:
- توفير بيانات دقيقة تساعد في التنبؤ بالسيول والفيضانات، مما يعزز من إجراءات السلامة العامة.
- حساب كميات المياه السطحية التي ترفد السدود، وهو ما يدعم خطط إدارة الموارد المائية.
- دعم الدراسات البحثية المتعلقة بالتغير المناخي وتأثيره على شبه الجزيرة العربية.
الأثر البيئي والاقتصادي للأمطار
يكتسب هطول الأمطار في المملكة العربية السعودية أهمية استراتيجية تتجاوز البعد البيئي المباشر. ففي ظل ندرة المياه في المناطق الجافة وشبه الجافة، تعتبر الأمطار المصدر الرئيسي لتغذية الطبقات الجوفية (المياه غير المتجددة والمتجددة). تساهم هذه الكميات المرصودة، مثل تلك التي شهدتها الحدود الشمالية والمناطق الثماني الأخرى، في:
تعزيز الأمن المائي: من خلال حصاد مياه الأمطار خلف السدود، مما يساهم في توفير مياه للشرب والزراعة.
انتعاش الغطاء النباتي: مما يدعم قطاع الماشية ويقلل من ظاهرة التصحر، وهو ما يتماشى مع مبادرة "السعودية الخضراء" التي تهدف لزيادة الرقعة الخضراء ومكافحة التدهور البيئي.
دعوات للحيطة والحذر
وفي سياق متصل، ومع استمرار الحالات المطرية، تؤكد الجهات المعنية دائماً على ضرورة متابعة تحذيرات الدفاع المدني والمركز الوطني للأرصاد. حيث أن غزارة الأمطار، وإن كانت نعمة بيئية، قد تتسبب في جريان الأودية والشعاب، مما يستوجب توخي الحذر والابتعاد عن مجاري السيول وتجمعات المياه لضمان سلامة الجميع.
The post البيئة: الحدود الشمالية تتصدر كميات هطول الأمطار في 9 مناطق appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.










