بقلم: يورونيوز
نشرت في
•آخر تحديث
أعلن حزب العمال الكردستاني، الأحد، سحب جميع قواته من الأراضي التركية إلى شمال العراق بهدف ”تخفيف التوترات ومنع أي صدامات على الحدود”، وهذا بعد أشهر من إعلان الحزب نزع سلاحه وإنهاء النزاع مع أنقرة الذي استمر لعقود.
وجاء في بيان رسمي للحزب نشرته وكالة أنباء “فرات” المقرّبة منه: “بدأنا خطوة سحب قواتنا من تركيا تحسباً لاحتمال خطر الصدامات، وإزالة الأرضية لاحتمال وقوع أحداث غير مرغوب فيها”.
ودعا البيان السلطات التركية إلى”اتخاذ الخطوات القانونية اللازمة فوراً لصون السلام”.
وأوضح الحزب أن هذه الخطوة تأتي تنفيذًا لقرارات المؤتمر الثاني عشر للحزب، الذي عقد في مايو الماضي. وقد شملت تل القرارات حل الهيكلية التنظيمية للحزب وإنهاء استراتيجية الكفاح المسلح تحت قيادة عبد الله أوجلان، إضافةً إلى تأسيس مجموعة “السلام والمجتمع الديمقراطي” التي نظمت مراسم رمزية لإحراق الأسلحة تأكيدا منها على الالتزام بوقف الكفاح المسلح.
وأشار إلى أن هذه الإجراءات تهدف إلى “إرساء السلام والديمقراطية في تركيا”، مع “التركيز على إشراك النساء والشباب وبناء مستقبل حر قائم على الأخوة والمساواة”، مؤكدًا الالتزام الكامل بتوجيهات أوجلان وتطبيق قرارات الحزب لضمان “مشاركة سياسية ديمقراطية دون عراقيل”.
وأضاف بيان التنظيم المسلّح أن “قانون العفو الخاص بحزب العمال الكردستاني ينبغي اعتماده كأساس، ولتمكين المشاركة في الحياة السياسية الديمقراطية يجب إصدار القوانين المتعلقة بالحريات والاندماج الديمقراطي دون تأخير”، مؤكداً أن هذه الإجراءات ضرورية لضمان “مشاركة آمنة في العملية السياسية وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والسياسي”.
تركيا تشيد بالإعلان
أشادت تركيا بإعلان حزب العمال الكردستاني، معتبرة ذلك “نتيجة ملموسة” للجهود الرامية إلى إنهاء النزاع الذي استمرّ أكثر من أربعة عقود.
وقال عمر جيليك المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الذي يتزعّمه الرئيس رجب طيب إردوغان: “مع التطورات التي حصلت اليوم، فإن قرار حزب العمال الكردستاني بالانسحاب من تركيا والإعلان عن خطوات جديدة نحو عملية نزع السلاح هما نتيجتان ملموستان للتقدم الذي تم إحرازه”.
تاريخ الصراع
ويعود صراع تركيا مع حزب العمال الكردستاني إلى سبعينيات القرن الماضي، عندما أسس أوجلان الحزب ورفع شعار الكفاح المسلح لإقامة دولة كردية مستقلة، وتصاعدت المواجهات طيلة فترة الثمانينيات والتسعينيات وشملت تنفيذ هجمات داخل تركيا وشنّ عمليات عسكرية عبر الحدود إلى شمال العراق وسوريا.
وبعد اعتقال أوجلان في 1999، أعلن الحزب وقف إطلاق النار، ثم شهدت الألفية الجديدة محاولات سلام متقطعة ومفاوضات سياسية، تخللتها تصعيدات متفرقة وأعمال عنف في سوريا وتركيا.
وفي فبراير 2025، أصدر أوجلان بياناً من سجنه دعا فيه إلى مرحلة جديدة من السلام وإنهاء النزاع المسلح وإلقاء السلاح.













