بقلم: يورونيوز
نشرت في
تواجه القناة العامة الألمانية “زي دي إف” (ZDF) انتقادات حادة بعد الكشف عن أن أحد الفنيين العاملين مع شركة إنتاج متعاونة معها في قطاع غزة كان عضوا في حركة حماس، بحسب ما نقلته وسائل إعلام ألمانية.
القناة أعلنت في بيان أنها علّقت تعاونها مع شركة الإنتاج “بي أم بي” (BMP) بعد أن قدّم الجيش الإسرائيلي أدلة تشير إلى أن أحد موظفي الشركة، الذي قُتل في غارة إسرائيلية هذا الشهر، كان ينتمي إلى الحركة الفلسطينية. وأضافت أنها تنتظر نتائج تحقيقات إضافية قبل اتخاذ أي خطوات لاحقة.
ردود سياسية تطالب بالتحقيق
الجدل أثار موجة ردود فعل داخل الأوساط السياسية في برلين، إذ طالبت أوتيلي كلاين، النائبة عن حزب المستشار فريدريش ميرتس (الاتحاد الديموقراطي المسيحي)، بإجراء “تفسير شامل وكامل لمعرفة كيف حدث ذلك، وما إذا كانت هناك حالات مماثلة أخرى”. وقالت في حديث إلى صحيفة “بيلد” إن “من الضروري التحقيق فيما إذا كان لحماس أو لمؤيديها أي تأثير على طبيعة ومحتوى تغطية زي دي إف”.
أما الأمين العام لحزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي، مارتن هوبر، فاعتبر أن هذا “الحادث المشين ألحق ضررا بالغا بمصداقية القناة”، مشددا على أن “على زي دي إف وجميع الصحافيين ضمان عدم توظيف إرهابيي حماس أو الترويج لدعايتها”.
انتقادات لـ ZDF بعد تبنيها الرواية الإسرائيلية
من جهة اخرى، تعرضت القناة الألمانية ZDF لموجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد بيانها الذي تبنت فيه رواية الجيش الإسرائيلي حول مقتل الفني. واتهمها ناشطون وصحافيون بأنها تبرر استهداف الصحافيين في غزة وتتنصل من مسؤوليتها الأخلاقية والمهنية. ورأى كثيرون أن موقفها يعكس خضوعًا تامًا للرواية الإسرائيلية وتواطؤًا مع جرائم الحرب بحق الإعلاميين. ودعوا إلى مقاطعة القناة ومحاسبتها على ما وصفوه بالتستر على جريمة قتل متعمدة.
توضيحات القناة: الفني لم يكن موظفا لدينا
من جانبها، أكدت القناة الألمانية أن الفني المعني لم يكن موظفا في زي دي إف، بل عمل ضمن فريق تكنولوجيا البث التابع لشركة الإنتاج المتعاونة في غزة، مشيرة إلى أنه لم تكن له أي علاقة بالقضايا الصحافية. وأضافت القناة أن “استوديو زي دي إف في تل أبيب لم يكن على أي تواصل معه”، موضحة أنه لا توجد حاليا أدلة على أن موظفين آخرين في “بي أم بي” مرتبطون بحركة حماس.
تفاصيل الغارة على دير البلح
بحسب ما نقلته “زي دي إف”، فقد قُتل الفني البالغ من العمر 37 عاما في غارة إسرائيلية على دير البلح في 19 تشرين الأول/أكتوبر، إلى جانب نجل موظف آخر في شركة بي أم بي. وذكرت القناة أن المعلومات الجديدة دفعتها إلى مراجعة إجراءات التعاقد مع الشركات التي تتعامل معها في مناطق النزاعات.
دعوات إلى تحقيق شامل
في السياق نفسه، دعت رابطة الصحافيين الألمانية إلى “تحقيق كامل” في القضية، معتبرة أن الأدلة التي قدّمها الجيش الإسرائيلي “ألقت ضوءا جديدا على الهجوم”، وأكدت على ضرورة الحفاظ على المعايير المهنية والاستقلال التحريري في التغطيات الإخبارية القادمة من مناطق النزاع.













