أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي مساء الأربعاء أنه يأمل وقفا وشيكا لإطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من الشهر المقبل، بناء على مقترح أميركي جديد.
وقال ميقاتي في مقابلة مع قناة “الجديد” التلفزيونية اللبنانية، إن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين أبلغه أنه متوجه لإسرائيل، وعبر عن أمله في وقف إطلاق نار وشيك.
وأوضح أن لبنان يشترط تطبيق القرار 1701 ونشر الجيش في الجنوب وتعزيز وجوده هناك “ونحن على استعداد لذلك”.
واعتبر ميقاتي أن حزب الله تأخر في فصل الجبهة اللبنانية عن جبهة غزة.
في هذا السياق، قال مصدران مطلعان لرويترز اليوم الأربعاء إن وسطاء أميركيين يعملون على مقترح لوقف القتال بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، لمدة 60 يوما، فيما قالت الخارجية الأميركية إن واشنطن تريد حل الصراع في لبنان عبر الوسائل الدبلوماسية وألا يكون حملة مطولة مثل غزة.
وحسب هذين المصدرين، فإن فترة الشهرين ستخصص لإتمام التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 لعام 2006 لإخلاء جنوب لبنان من الأسلحة باستثناء ما يتبع الدولة اللبنانية.
ومن المقرر أن يصل إسرائيل غدا الخميس بريت ماكغورك مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، وآموس هوكشتاين المبعوث الأميركي الخاص للبنان.
وسيبحث المسؤولان الأميركيان في إسرائيل عددا من الأمور “من بينها ما يتعلق بغزة ولبنان والأسرى وإيران وشؤون المنطقة الأوسع نطاقا”.
وقالت المتحدثة باسم السفارة الأميركية في بيروت سما حبيب “نود أن نؤكد مجددا أننا نسعى إلى حل دبلوماسي ينفّذ القرار 1701 بشكل كامل ويعيد الإسرائيليين واللبنانيين إلى منازلهم على جانبي الحدود”.
وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان هوكشتاين إن هناك حاجة إلى آليات أفضل لتطبيق القرار إذا لم تنفذه إسرائيل أو لبنان بشكل كامل.
وأوضح المصدران لرويترز أن الهدنة التي تستمر 60 يوما حلت محل مقترح طرحته الولايات المتحدة ودول أخرى الشهر الماضي وتضمن وقف إطلاق النار لمدة 21 يوما، تمهيدا لدخول القرار 1701 حيز التنفيذ بالكامل.
مساع صعبة
ومع ذلك، حذر المصدران من أن الاتفاق قد ينهار. وقال أحد المصدرين -وهو دبلوماسي- “هناك مسعى جاد للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن لا يزال من الصعب تحقيقه”.
وذكرت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية أن إسرائيل تسعى إلى إقرار نسخة تعزز مصالحها من قرار الأمم المتحدة رقم 1701، مما يتيح لها التدخل إذا شعرت بتهديد أمنها.
وقال مسؤولون لبنانيون إنه لم يتم إطلاع لبنان رسميا على الاقتراح “ولا يمكنه التعليق على تفاصيله”.
وفي سياق متصل قالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن تريد حل الصراع في لبنان عبر الوسائل الدبلوماسية وألا يكون حملة مطولة مثل غزة، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي حقق تقدما كبيرا في ضرب مواقع حزب الله على الحدود والقضاء على بنيته التحتية.
وقالت الوزارة إن الولايات المتحدة تجري محادثات مستمرة مع إسرائيل حول الشكل الذي يمكن أن يبدو عليه الحل الدبلوماسي في لبنان، وهي تريد أن ترى في نهاية المطاف وقفا لإطلاق النار وحلا دبلوماسيا في لبنان.
وتأتي المساعي من أجل وقف إطلاق النار في لبنان قبل أيام من إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية، وتزامنا مع حملة دبلوماسية مماثلة بشأن غزة.
وأشار موقع أكسيوس إلى أن المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين يعتقدون أن حزب الله بات مستعدا أخيرا للنأي بنفسه عن حركة حماس في غزة بعد تعرضه لضربات موجعة.
وفي السياق نفسه، قالت وزارة الخارجية الأميركية “ندعم حق إسرائيل في ضرب أهداف مشروعة لحزب الله لكن بطريقة لا تهدد حياة المدنيين”.
وأضافت أن بريت ماكغورك وآموس هوكشتاين سيزوران إسرائيل لمناقشة حل دبلوماسي بلبنان “وإنهاء الصراع بغزة”.