وتشهد ألمانيا حاليا أزمة في الميزانية بعد تجميد الإنفاق الطارئ. يورونيوز بيزنس تبحث في أسباب وقوع أكبر اقتصاد في أوروبا في ورطة.
قضت المحكمة العليا في ألمانيا مؤخرًا ضد إعادة تخصيص الديون الوبائية غير المستخدمة، والتي يبلغ إجماليها حوالي 60 مليار يورو لمشاريع المناخ والتحول، والتي تسببت في فوضى لميزانية البلاد حيث أمرت الحكومة بتجميد الإنفاق على النفقات الجديدة، وخاصة المبادرات الخضراء. بينما نحاول اتخاذ القرار بشأن إلغاء كبح الديون أو الحد من الإنفاق من أماكن أخرى.
وفي السابق، تم الاحتفاظ بهذا المبلغ جانبا لاستخدامه في دعم الطاقة المتجددة، والإسكان الموفر للطاقة، وإنتاج الرقائق، وتدابير الدعم لشركات الطاقة العالية.
وأدى الحكم إلى وضع خطط إعلان ميزانية 2024 لحكومة المستشار الألماني أولاف شولتز الائتلافية يوم الجمعة في حالة من الفوضى. ويمكن أن يمتد التأثير أيضًا إلى الخطط المالية حتى عام 2027، حيث يتعين على الحكومة الآن الاكتفاء بمبلغ أقل قدره 60 مليار يورو.
ما هو كابح الديون في ألمانيا؟
وقد أدى هذا إلى انتقادات واسعة النطاق تجاه سياسة كبح الديون في ألمانيا، والتي تم تقديمها في عام 2009، والتي تقيد العجز الهيكلي في ميزانية ألمانيا بحيث لا يتجاوز 0.35% من الناتج المحلي الإجمالي. وهذا يحد بشدة من قدرة البلاد على اقتراض الأموال، وهو ما حاولت مواجهته من خلال تقديم أموال من خارج الميزانية.
ومع ذلك، يمكن رفع كابح الديون في أوقات الحاجة الاستثنائية. وقد ظهر ذلك في عام 2020، حيث كانت الحكومة بحاجة إلى دعم الشركات والاقتصاد العام في أعقاب جائحة كوفيد-19.
كما تم رفعها في عام 2022، بعد ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم وأسعار الطاقة. ومع ذلك، تمت إعادة كبح الديون في عام 2023 بتمويل بديل للأغراض العسكرية ودعم أسعار الطاقة.
وفي الوقت الحالي، تتجاوز الأموال من خارج الميزانية الميزانية الفعلية للحكومة، حيث تصل إلى حوالي 869 مليار يورو، وتتوزع عبر صناديق المناخ، ودعم الطاقة، والتحديثات العسكرية، والمزيد. وبعد حكم المحكمة، تم أيضًا إيقاف الإنفاق من الأموال من خارج الميزانية، إلا في ظروف خاصة.
ورغم أن كبح الديون سلط الضوء على ألمانيا باعتبارها واحدة من أقوى الداعمين الأوروبيين للانضباط المالي، فإنها واجهت أيضاً ردة فعل عكسية كبيرة. وقد تم إلقاء اللوم على ألمانيا لعدم قدرتها على اقتراض ما يكفي للاستثمار في الصناعات المناسبة في الوقت المناسب.
ويشعر المستثمرون بقلق متزايد من أن هذا الجمود قد يكلف ألمانيا تفوقها وقدرتها التنافسية في السوق العالمية، وخاصة عندما تعاني بالفعل من تباطؤ النمو وضعف الطلب. كما أن كبح الديون يجعل من الصعب التخطيط لمزيد من الاستثمارات الطويلة الأجل، الأمر الذي يجعل السياسة المالية في ألمانيا أكثر تركيزاً على الخطط القصيرة الأجل، بدلاً من الخطط الطويلة الأجل.
ومع حكم المحكمة الحالي بسحب الأموال من مشاريع التحول الأخضر، فقد تتخلف ألمانيا عن الركب بشكل أكبر فيما يتعلق بأهدافها المتمثلة في خفض الانبعاثات بحلول عام 2030 وصافي الانبعاثات بحلول عام 2045، في وقت حيث تتخلف معظم دول مجموعة السبع الأخرى أيضا. كما دفعت الحاجة الملحة لتغير المناخ إلى مناقشات حول ما إذا كان ينبغي رفع كبح الديون لعامي 2023 و2024، للسماح لألمانيا بفرصة العودة إلى المسار الصحيح.
وقد يهدد الحكم أيضًا الحكومة الائتلافية الثلاثية الحالية في ألمانيا، والتي تقف بالفعل على أرض هشة بسبب زيادة الخلافات العامة والصدمات الاقتصادية.
مصادر إضافية • رويترز