في خطوة تعكس التزام المملكة العربية السعودية بالحفاظ على هويتها الثقافية وتطوير فنونها الأصيلة، أطلقت مبادرة مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي النسخة الثانية من برنامج “إقامة دار القلم”. وتأتي هذه المبادرة لتشكل مساحة إبداعية حرة تجمع بين عراقة الماضي ورؤى المستقبل، حيث يجتمع نخبة من الفنانين والخطاطين لاستكشاف فن الخط العربي وإعادة قراءته ضمن سياق معاصر يواكب التحولات الفنية العالمية.
أبعاد ثقافية وتاريخية لفن الخط العربي
لا يمثل الخط العربي مجرد وسيلة للكتابة، بل هو ركيزة أساسية من ركائز الهوية العربية والإسلامية، وفن بصري يمتد تاريخه لقرون طويلة. وتكتسب هذه المبادرة أهمية مضاعفة في ظل الجهود الحثيثة التي قادتها المملكة العربية السعودية لتسجيل الخط العربي على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي. ويأتي دور مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي محورياً في هذا السياق، حيث يسعى لترسيخ مكانة المملكة كحاضنة عالمية للخط العربي، ليس فقط عبر الحفظ والتوثيق، بل عبر التجديد والابتكار الذي يضمن استمرارية هذا الفن للأجيال القادمة.
تفاصيل البرنامج في قلب جدة التاريخية
يمتد برنامج الإقامة لمدة ثمانية أسابيع في رحاب جدة التاريخية (البلد)، الموقع المسجل ضمن التراث العالمي لليونسكو. ويضفي هذا الموقع بعداً جمالياً وروحياً فريداً على تجربة المشاركين، حيث تتناغم خطوط الفنانين مع الرواشين الحجازية والأزقة العتيقة. ويشارك في هذه النسخة 10 فنانين وخطاطين من المملكة وخارجها، تم اختيارهم بعناية للعمل على مشاريع فردية وتعاونية داخل بيئة فنية محفزة تشجع على التجريب والخروج عن المألوف.
محاور البرنامج والأنشطة المصاحبة
يرتكز البرنامج المندرج تحت مظلة وزارة الثقافة على أربعة محاور رئيسية تضمن شمولية التجربة الفنية:
- دراسة الأصول التقليدية للخط العربي والفنون المصاحبة له لضمان التأسيس المعرفي المتين.
- استكشاف الممارسات المعاصرة وكيفية توظيف التقنيات الحديثة في الحرف العربي.
- استشراف آفاق الابتكار المستقبلي وفتح قنوات للحوار الفني.
- تعزيز التبادل الثقافي بين الفنانين المحليين والدوليين.
ويتضمن الجدول الزمني للبرنامج ورش عمل متقدمة، وجلسات نقدية بناءة، ولقاءات إرشادية فردية، بالإضافة إلى جولات ثقافية وزيارات ميدانية لمراسم فنانين وخبراء محليين، مما يثري المخزون البصري والمعرفي للمشاركين.
الأثر المتوقع والرؤية المستقبلية
تعد هذه البرامج جزءاً لا يتجزأ من الاستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة عن رؤية المملكة 2030، والتي تهدف إلى جعل الثقافة نمط حياة ومحركاً للنمو الاقتصادي. ومن المتوقع أن يسهم برنامج “إقامة دار القلم” في رفد المشهد الفني السعودي بأعمال نوعية تبرز مرونة الخط العربي وقابليته للتطور. ويُختتم البرنامج بفعالية “المرسم المفتوح”، التي تفتح أبوابها للجمهور والمهتمين للاطلاع عن كثب على نتاج المشاركين وتجاربهم الإبداعية، مما يعزز التفاعل المجتمعي مع الفنون.
The post إقامة دار القلم: إحياء الخط العربي في جدة التاريخية appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.











