بقلم: يورونيوز
         نشرت في
            
            
أظهر استطلاع حديث أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أصبح أقلّ رؤساء فرنسا شعبية خلال الخمسين عامًا الماضية، ويأتي ذلك بعد سلسلة من الأزمات الداخلية والقرارات المثيرة للجدل.
تراجع غير مسبوق في التأييد
بحسب استطلاع أجراه معهد Verian Group على عينة من ألف شخص ونشرته صحيفة Le Figaro، حصل ماكرون على 11 في المئة فقط من نسب التأييد، وهي النسبة الأدنى التي سجّلها المعهد منذ بدء عمله.
ويعادل هذا الرقم أدنى مستوى شهده الرئيس السابق فرنسوا هولاند في نهاية عام 2016، عندما بلغت شعبيته النسبة نفسها قبل أن يعلن عدم ترشحه لولاية ثانية. وبذلك، يتقاسم ماكرون وهولاند لقب أقلّ رؤساء فرنسا شعبية منذ سبعينيات القرن الماضي.
قرارات مثيرة للجدل واحتقان سياسي
ويُعزى هذا التراجع إلى سلسلة من القرارات التي أثارت استياءً واسعًا في الشارع الفرنسي، أبرزها رفع سنّ التقاعد، إضافة إلى حلّ البرلمان في أعقاب فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية عام 2024، وهو قرار أدخل البلاد في حالة من الجمود السياسي المستمر.
استطلاعات أخرى دعمت هذا الاتجاه؛ إذ أظهر استطلاع Ipsos أن نسبة التأييد بلغت 19 في المئة، بينما أشار استطلاع Odoxa إلى أن 20 في المئة فقط من الفرنسيين يعتبرون ماكرون “رئيسًا جيدًا”، ما يضعه في مرتبة قريبة جدًا من سلفه هولاند.
انتقادات من داخل الدائرة المقربة
ونقل موقع POLITICO عن مستشار رئاسي سابق قوله إن ماكرون “مهووس باستطلاعات الرأي، ولا بد أنه يدرك مدى عدم شعبيته”، مضيفًا أن الرئيس “لا يقدّر تمامًا تأثير الإصلاحات التي يراها ضرورية على الأوضاع الاجتماعية في البلاد”.
اتجاه أوروبي عام نحو فقدان الثقة
تراجع شعبية ماكرون لا يبدو معزولًا عن المشهد الأوروبي العام. فبحسب بيانات POLITICO، انخفضت شعبية رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى ما دون 20 في المئة، فيما سجّل المستشار الألماني فريدريش ميرتس أدنى مستوى له عند 25 في المئة، وفق استطلاع أجراه معهد فورسا لصالح قناتي RTL وNTV ونشر الثلاثاء.
وبينما يحاول ماكرون استعادة موقعه السياسي وسط أزمة ثقة غير مسبوقة، يرى مراقبون أن الرئاسة الفرنسية لم تشهد منذ عقود ابتعادًا بهذا الحجم بين قصر الإليزيه والشارع الفرنسي.

 
		


 اختر منطقتك
 اختر منطقتك	








