بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
وجاء تصريح ماكرون في أعقاب سلسلة حوادث شهدتها دول أوروبية تمثّلت في اختراق مسيّرات لمجالاتها الجوية، ما دفع القادة إلى التشديد على ضرورة إرسال رسالة واضحة بأن أي خرق سيواجه بإجراءات صارمة حفاظاً على الأمن الأوروبي.
زيادة الضغط
دعا الرئيس الفرنسي الأوروبيين إلى تنظيم صفوفهم “بالتنسيق الوثيق” مع حلف شمال الأطلسي “لزيادة الضغط” على أسطول الظلّ الروسي الذي “يسمح لموسكو بتصدير النفط بالالتفاف على العقوبات الغربية”.
واعتبر ماكرون أن وضوح الرسائل عنصر أساسي في “استراتيجية الردع” التي يتبناها الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، مضيفًا أن الغموض الاستراتيجي يجب أن يترك موسكو في حالة ارتباك وعدم يقين حيال طبيعة الرد الأوروبي على أي خرق جوي جديد.
واقترح “العمل في إطار تحالف الراغبين” الذي يضم دولا تدعم أوكرانيا عسكريا “بالتعاون الوثيق مع الناتو من أجل تحديد طريقة تعزيز فعالية هذا العمل المشترك إلى حده الأقصى”.
زيلينسكي: روسيا قادرة على ضرب أوروبا كلها
استغل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القمة للتحذير من خطورة التهديد الروسي، مؤكدًا أن موسكو قادرة على تنفيذ هجمات بطائرات مسيّرة في أي مكان من القارة، من بولندا شمالًا إلى دول الجنوب والغرب الأوروبي.
وقال زيلينسكي: “إذا تجرأ الروس على إطلاق مسيّرات ضد بولندا أو دول الشمال، فهذا يعني أن الأمر قد يحدث في أي مكان. أوروبا بحاجة إلى قوات استجابة سريعة وفعّالة تعرف كيفية التعامل مع هذه التهديدات”.
وأبدى زيلينسكي استعداد أوكرانيا لمشاركة خبراتها الميدانية في مواجهة المسيّرات والصواريخ، موضحًا أن بلاده طورت قدرات دفاعية متقدمة في هذا المجال خلال الحرب، وأن هذه التجربة يمكن أن تكون ركيزة لمشروع أوروبي أشمل يهدف إلى إنشاء “جدار مضاد للمسيّرات”.
قلق أوروبي في القمة
قالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن مساء الأربعاء، أن روسيا بانتهاكاتها المجال الجوي الأوروبي “تهددنا، وتختبرنا، ولن تتوقف”.
وقال زيلينسكي على موقع”إكس”: “يجب على أوروبا الوفاء بوعودها، تماما كما تفعل الدول المرشحة (للعضوية في الاتحاد الأوروبي). شكرا لكم، ونحن نعول على النتائج”، مكررا تصريحات أدلى بها الأربعاء عبر الفيديو لقادة الاتحاد الأوروبي.
وقال رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا مساء الأربعاء “لقد حان الوقت لأن يفي الاتحاد الأوروبي بالتزاماته”.
وتمسك رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بموقفه الأربعاء في كوبنهاغن، مؤكدا “رفض” بلاده القاطع لانضمام اوكرانيا الى الاتحاد الأوروبي.
يوم الخميس، انضم نحو 20 قائداً أوروبياً إلى رؤساء دول وحكومات الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والذين اجتمعوا في كوبنهاغن الأربعاء لحضور قمة أوروبية غير رسمية تحت اسم “قمة المجموعة السياسية الأوروبية”.
وهذه المجموعة هي مبادرة أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عام 2022، وتجمع مرتين في السنة قادة كل بلدان أوروبا باستثناء الرئيسين الروسي والبيلاروسي.
فرنسا توقف ناقلة نفط
أعلنت السلطات الفرنسية، الخميس، أن الشرطة ألقت القبض على قبطان ومساعده في ناقلة نفط خاضعة لعقوبات، يُشتبه في أنها تعمل لصالح “أسطول الظل” الروسي، وذلك بعد أن صعدت البحرية الفرنسية على متنها، والتي يُحتمل تورطها في حوادث طائرات بدون طيار مؤخرًا حول الدنمارك.
كانت السفينة “بوراكاي” على بُعد حوالي 50 ميلًا بحريًا (90 كيلومترًا) جنوب كوبنهاغن في 22 سبتمبر/أيلول، عندما أجبر نشاط طائرات بدون طيار على إغلاق مطار المدينة حوالي الساعة 18:30 بتوقيت غرينتش، وفقًا لبيانات “مارين ترافيك”.
كما رُصدت السفينة وهي تتجه جنوبًا على طول الساحل الغربي للدنمارك مساء 24 سبتمبر/ أيلول، عندما أُبلغ عن تحليق طائرات بدون طيار شمال إسبيرغ وبالقرب من عدة مطارات قريبة.
تكثيف عمليات التفتيش
في كوبنهاغن، شدد ماكرون على أن الضغط على روسيا يمكن أن يمر عبر تكثيف عمليات التفتيش للتأكد من التزام ناقلات النفط القوانين الدولية، مشيراً إلى مثال اعتراض سفينة مشبوهة السبت قبالة السواحل الفرنسية وعمليات التفتيش التي حصلت على متنها.
وأوضح أن السفينة “كانت مسجّلة تحت علم مزيّف، لكنها كانت نفسها التي خضعت لتفتيش في إستونيا في آذار/مارس للأسباب ذاتها”.
واعتبر أن عمليات مماثلة يمكن أن “تقوّض النموذج الاقتصادي لتمويل المجهود الحربي الروسي عبر احتجاز السفن أياما أو أسابيع وإجبارها على إعادة تنظيم نفسها”.
وبحسب ماكرون، فإن تجارة النفط المرتبطة بأسطول الظلّ الذي يضم مئات السفن، تمثل “أكثر من 30 مليار يورو” من ميزانية روسيا، وتساهم في تمويل “30 إلى 40%” من مجهودها الحربي.
ورغم ترحيب الرئيس الفرنسي بالتحقيق في قضية السفينة، مُقدّرًا أن “أسطول الظل” الروسي يضم ما بين 600 و1000 سفينة، إلا أن السلطات الفرنسية التزمت الصمت حيال التحقيق.
الكرملين لا يملك معلومات
وأعلن الكرملين يوم الأربعاء أنه لا يملك أي معلومات عن السفينة، لكنه أضاف أن الجيش الروسي اضطر أحيانًا للتدخل لاستعادة النظام عندما اتخذت دول أجنبية ما وصفه المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف بـ”أعمال استفزازية”.
ووفقًا لبيانات مارين ترافيك، غادرت سفينة بوراكاي، التي فرضت عليها بريطانيا والاتحاد الأوروبي عقوبات، ميناء بريمورسك الروسي في 20 سبتمبر/أيلول.