بقلم: يورونيوز
نشرت في
•آخر تحديث
اعلان
سيطرت القوات الإسرائيلية على معظم السفن التابعة لـ”أسطول الصمود” قبل تمكنها من دخول المياه قبالة قطاع غزة. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن مئات المشاركين في رحلة كسر الحصار يُنقلون حاليًا إلى ميناء أسدود، تمهيدًا لترحيلهم طوعًا أو قسرًا، فيما تواصل قوات الجيش والبحرية عمليات تمشيط للتأكد من عدم تمكن أي سفينة من الوصول إلى شواطئ القطاع.
وفي الأثناء، تواصل سفينة “ميكينو” التابعة للأسطول، مع قوارب أخرى رحلتها حيث تبعد نحو تسعة أميال بحرية عن القطاع.
ورغم توقع المشاركين على متنها مواجهة المصير ذاته لزملائهم المعتقلين، أكد عضو الوفد التركي رمضان تونج أنهم “كسروا الحصار في عقولهم وعقول الناس”، بغض النظر عن النتائج.
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد توعّدت باعتراض السفن الـ45 المشاركة وتوقيفها، فيما أعلنت اعتقال الناشطة السويدية غريتا تونبرغ، التي ظهرت في مقطع مصوَّر نشرته السلطات وهي تجمع أغراضها الشخصية محاطة بجنود مسلحين.
ويشارك في الرحلة نحو 450 ناشطًا على متن 45 سفينة، بينهم شخصيات بارزة مثل تونبرغ، والسياسية الأوروبية ريما الحسن، وحفيد الزعيم الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا، النائب السابق مانديلا مانديلا، ورئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو.
ويؤكد منظمو الأسطول أن مهمتهم “سلمية وغير عنيفة”، وأنهم يحملون مساعدات إنسانية تشمل حليب أطفال ومواد غذائية وإمدادات طبية لسكان القطاع المحاصرين.
إدانات واسعة
ندّد منظمو الأسطول بما وصفوه بـ”الهجوم غير القانوني على عمال إغاثة عزّل”، ودعوا الحكومات والمؤسسات الدولية إلى التدخل لضمان سلامة المشاركين والإفراج عنهم.
كما صدرت إدانات من عدة دول، من بينها فرنسا، حيث دعا وزير الخارجية جان نوبل بارو الدولة العبرية إلى “ضمان سلامة المشاركين وتأمين حقهم في الحماية القنصلية والسماح بعودتهم سريعًا”.
بدورها، اتهمت النائبة الأوروبية الفرنسية ريما حسن إسرائيل بتوقيف “مئات الأشخاص” بصورة “غير قانونية وتعسفية”، قبل أن تبث مباشرة عبر “إنستغرام” لحظة صعود عناصر البحرية الإسرائيلية إلى أحد القوارب.
وقد ألقت الحسن هاتفها في المياه لحظة وصولهم إلى المركب الذي كانت على متنه، وأظهرت صور الناشطين وهم يكتبون أرقام محاميهم على أذرعهم.
أما إسبانيا، فقد استدعت القائمة بأعمال السفارة الإسرائيلية في مدريد، وأكد وزير خارجيتها خوسيه مانويل ألباريس أن 65 إسبانيًا كانوا على متن الأسطول.
كما عبّرت بريطانيا عن قلقها مما حصل، مؤكدة تواصلها مع عائلات البريطانيين المشاركين، وطالبت بلجيكا تل أبيب بضمان حماية المشاركين.
وفي السياق نفسه، طالبت ماليزيا بإطلاق سراح 23 من مواطنيها، فيما وصفت تركيا ما جرى بأنه “عمل إرهابي”، وأعلنت النيابة العامة في إسطنبول فتح تحقيق حول توقيف 25 ناشطًا تركيًا كانوا على متن بعض السفن.
وأدانت البرازيل ما اعتبرته “عملًا عسكريًا إسرائيليًا ينتهك حقوق متظاهرين سلميين ويعرّض حياتهم للخطر”.
وقال رئيس جنوب إفريقيا إن اعتراض سفن أسطول الصمود قبالة سواحل غزة يؤكد انتهاك إسرائيل المستمر للقانون الدولي.
بدورها، اعتبرت حركة حماس التعرض للأسطول “عملًا إجراميًا” و”قرصنة وإرهابًا”، مشيرة إلى أن الحادثة”ستزيد من غضب شعوب العالم”.
كولومبيا تطرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية
أعلن الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، طرد جميع أفراد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية المتبقين في بلاده، احتجاجًا على ما وصفه بـ”جريمة دولية” ارتكبتها القوات الإسرائيلية باعتراضها “أسطول الصمود” المتجه إلى قطاع غزة.
وقال بيترو، الذي يتولى الحكم منذ عام 2022، إن إسرائيل احتجزت امرأتين كولومبيتين كانتا ضمن الناشطين المشاركين في الأسطول أثناء إبحاره في “المياه الدولية”، مطالبًا بإطلاق سراحهما فورًا. وأكد في بيان رفضه “أي عمل يمسّ بسلامة المواطنين الكولومبيين في الخارج أو حريتهم أو حقوق الإنسان”، معلنًا في الوقت نفسه إلغاء اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل بشكل فوري.
مظاهرات حاشدة
في غضون ذلك، شهدت عدة مدن مظاهرات داعمة للأسطول، أبرزها في روما ونابولي وبرلين وبرشلونة وبروكسل وإسطنبول وباريس وأثينا ونواكشوط وتونس.
وكانت كل من إيطاليا وإسبانيا قد أرسلتا سفنًا عسكرية لمواكبة الأسطول عقب “هجمات بمسيّرات وقنابل حارقة” استهدفته بين 23 و24 سبتمبر/أيلول، وهو ما نددت به الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
لكن الحكومة الإسبانية طالبت الأربعاء الأسطول بـ”عدم دخول المياه التي صنّفتها إسرائيل منطقة محظورة” على بعد 150 ميلاً بحريًا من غزة، مؤكدة أن السفينة الإسبانية المكلّفة بتقديم الدعم “لن تتجاوز هذه الحدود”.
الأمر ذاته فعلته الفرقاطة الإيطالية المرافقة، التي توقفت عند نفس المسافة، وحثت المشاركين عبر جهاز الراديو على “التخلي عن المهمة”.
يُذكر أن البحرية الإسرائيلية كانت قد اعترضت في شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز سفينتين إنسانيتين متجهتين إلى غزة، كانتا تقلان كلًا من غريتا تونبرغ وريما حسن.