التقى الرئيس السوري أحمد الشرع، السبت، عضو الكونغرس الأمريكي، كوري ميلز، في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، في أول زيارة يقوم بها مشرعون أمريكيون إلى سوريا منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
وقالت وكالة الأنباء السورية “سانا”، إن اللقاء حضره وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني وعدد من المسؤولين السوريين.
وتأتي هذه الزيارة بعد أشهر من التغييرات السياسية التي شهدتها سوريا، حيث تسعى القيادة الجديدة بقيادة الإسلاميين إلى إعادة بناء البلاد ورفع العقوبات الدولية التي فرضت خلال سنوات الحرب.
وناقش ميلز مع الرئيس الشرع ملفات تتعلق بالعقوبات الأمريكية وإيران خلال اجتماع استمر لمدة 90 دقيقة.
وانضم إلى ميلز في الزيارة، النائب الجمهوري الآخر مارلين ستوتزمان من ولاية إنديانا، ومن المقرر أن يعقد ستوتزمان اجتماعاً منفصلاً مع الرئيس الشرع يوم الأحد، وفقاً لمصادر في الوفد.
ورغم استمرار العقوبات الأمريكية والأممية على الشرع بسبب علاقاته السابقة بتنظيم القاعدة، أعرب ستوتزمان عن رغبته في الحوار، مشيرًا إلى أن إدارة ترامب سبق أن تعاملت مع قادة دول مثل إيران وكوريا الشمالية.
وقال: “هناك فرصة هنا – هذه الفرص تأتي مرة واحدة في العمر. لا أريد دفع سوريا إلى أحضان الصين أو العودة إلى أحضان روسيا وإيران”.
تحذيرات أمنية ومخاوف مستمرة
وفي سياق متصل، حذرت وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة، رعاياها من “هجمات وشيكة محتملة” في سوريا، بما في ذلك في مواقع شعبية لدى السياح.
وأكدت الوزارة استمرار تصنيف سوريا ضمن “المستوى 4: لا تسافر”، مشيرة إلى التهديدات المستمرة بما في ذلك الإرهاب والاختطاف والنزاع المسلح.
وقالت الوزارة في بيان: “لا ينبغي اعتبار أي جزء من سوريا في مأمن من العنف”، محذرة من أن “الجماعات الإرهابية قد تنفذ هجمات دون سابق إنذار”.
جولة ميدانية ومحاولات للتقارب
وخلال زيارتهما إلى سوريا، قام ميلز وستوتزمان بجولة في أجزاء من العاصمة دمشق التي تعرضت لتدمير كبير خلال الحرب، والتقيا بزعماء دينيين مسيحيين. كما يخطط الوفد للقاء وزراء آخرين في الحكومة السورية لمناقشة خطوات التعاون المحتملة.
وفي تصريح لرويترز، أكد ستوتزمان أن السوريين أعربوا عن قلقهم بشأن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية في الجنوب وحول دمشق.
وأشار إلى أن إسرائيل أرسلت قوات برية إلى أجزاء من جنوب سوريا، وضغطت على الولايات المتحدة لإبقاء سوريا ضعيفة ولا مركزية.
وقال ستوتزمان: “آمل أن يتم تشكيل حكومة قوية في سوريا تدعم الشعب السوري، وأن يدعم الشعب السوري الحكومة – وأن تكون العلاقة بين إسرائيل وسوريا علاقة قوية. أعتقد أن هذا ممكن، بصراحة”.
تنظيم الزيارة وجهود السلام
ونظم الزيارة التحالف السوري الأمريكي من أجل السلام والازدهار، الذي أكد أهمية الحوار مع جميع الأطراف لتحقيق الاستقرار في سوريا.
وقال ستوتزمان : “يجب ألا نخاف من التحدث إلى أي شخص”، مشيراً إلى أن التركيز ينصب على كيفية تعامل سوريا مع المقاتلين الأجانب وتحقيق شامل للحكم في البلاد.
وتأتي هذه الجهود بينما تواصل الولايات المتحدة تقديم قائمة بالشروط التي يجب على سوريا الوفاء بها مقابل تخفيف جزئي للعقوبات، بما في ذلك إزالة المقاتلين الأجانب من الأدوار القيادية. ومع ذلك، يبدو أن إدارة ترامب ما زالت متحفظة في التعامل المباشر مع القيادة السورية الجديدة.