يعمُّ الحزن في الأرجنتين بعد وفاة البابا فرنسيس. ومنذ إعلان الفاتيكان رحيل البابا عن عمر ناهز 88 عاما، أشهر الأرجنتينيون حدادهم.
وشارك المئات منهم في قداس أقيم بالعاصمة بوينس آيرس، الإثنين، حداداً على وفاة البابا فرنسيس، بعد مسيرة دامت 12 عاماً وكانت حافلة بالمواقف الإنسانية والإصلاحية.
ووصف الأسقف خورخي غارسيا كويرفا البابا الراحل بأنه “بابا الإنسانية جمعاء”. وأعاد خلال كلمته في القدّاس التأبينيّ قراءة أبرز كلمات البابا خلال حياته: “على هذا العالم أن يتسع للجميع، مرة وألف مرة”.
فرنسيس، هو أول بابا من أمريكا اللاتينية، وكان لافتًا بتواضعه، ودفاعه المستمر عن الفقراء والمهمشين. وقد أثارت مواقفه في عدد من القضايا جدلًا في الأوساط المحافظة بسبب انتقاداته الصريحة للرأسمالية، وموقفه الحازم من التغير المناخي.
وقال أغوستين هارتريدج، وهو أحد الذين شاركوا في القدّاس عن البابا فرنسيس: “إنه منارة إنسانية للجميع، وخاصة للأرجنتين. آمل أن نستوعب رسالته، وأن نتّحد كشعب، ونتوقف عن كثرة الصراعات، وأن نضع حداً للأفعال اللاإنسانية ضد الناس، وخصوصاً أولئك الأكثر تواضعاً، المتقاعدين، والعمال.”
وعانى البابا فرنسيس من مرض رئويٍّ مزمن منذ شبابه، حيث خضع حينها لاستئصال جزء من إحدى رئتيه. وفي 14 شباط/فبراير 2025، أُدخل إلى مستشفى “جيميلي” في روما بعد إصابته بأزمة تنفسيّة تطورت لاحقاً إلى التهاب رئويّ مزدوج، حيث أمضى 38 يوماً في المستشفى، وهي أطول فترة تلقّى فيها العلاج خلال أعوامه حبرًا أعظم.
وظهر البابا للمرة الأخيرة علنًا خلال يوم أحد القيامة، قبل وفاته بيوم واحد، حيث منح بركته للآلاف في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وسط تصفيق حار. وكان قد التقى في وقت سابق من ذلك اليوم بنائب الرئيس الأميركي جي دي فانس.
وفي روما توافد عدد من المقيمين الأرجنتينيين للمشاركة في الحداد على البابا فرانسيس.
وقالت ماريا إسبوزيتو، وهي أرجنتينية مقيمة في روما: “استيقظت ورأيت الخبر، لم أكن أتوقع ذلك إطلاقاً. لم أتوقعه، حتى وإن كان واضحاً من البركة التي قدمها بالأمس أنه كان مريضاً جداً، لم يكن حتى قادراً على الكلام. لكن لم نتوقع ذلك، لا أنا ولا غيري”.
“كنا نظن أنها مجرد أزمة عابرة. لم نتخيل أن اليوم سيكون بهذا السوء. لم يتوقعه أحد”، أضافت.
وقد أطلّ البابا فرنسيس ببركته الأخيرة من الشرفة نفسها التي ظهر منها لأول مرة أمام العالم في 13 مارس/آذار 2013، حين أعلن عن انتخابه بابا للفاتيكان، كخليفة رقم 266 للقديس بطرس.
وكان البابا قد أجرى مقابلة مع شبكة C5N التلفزيونية الأرجنتينية لمناسبة مرور عشر سنوات على انتخابه. وقد أطلق في هذه المقابلة مواقف عدّة، من أبرزها دعوته الأحزاب الأرجنتينيّة إلى “الحوار والنقاش والسير بالبلاد إلى الأمام سياسيا واجتماعيًا”، كما أبدى حينها قلقه من “تقدم اليمين المتطرف” ورأى أنّ “الترياق لمواجهة هذه الظاهرة، هو العدالة الاجتماعية”.