بقلم: يورونيوز
نشرت في
•آخر تحديث
نقلت “الغارديان” عن مصدر وصفته بأنه صديق مقرّب من عائلة الأسد شهادة تناولت تفاصيل جديدة عن حياة الرئيس السوري المخلوع وأفراد أسرته.
وبحسب المصدر، عاد بشار الأسد إلى ممارسة شغفه القديم، ويتلقى حاليًا دروسًا في طب العيون، كما بدأ بتعلّم اللغة الروسية. ولمّح المصدر نفسه إلى أن نخب موسكو الثرية قد تكون من زبائنه المحتملين في حال قرر ممارسة المهنة.
ويُذكر أن بشار الأسد تلقّى تدريبه في طب العيون في لندن قبل دخوله المعترك السياسي.
وبعد عام على سقوط نظامه، تعيش عائلة الأسد حياة هادئة ومنعزلة لكنها مترفة. وقد أتاحت شهادات أصدقاء للعائلة، ومصادر في روسيا وسوريا، إضافة إلى بيانات مسرّبة، نظرة نادرة إلى حياة العائلة التي كانت تحكم سوريا بقبضة من حديد.
الإقامة في روسيا
وبحسب الصحيفة، لا تعاني عائلة بشار الأسد من ضائقة مالية، إذ نقلت جزءًا كبيرًا من ثروتها إلى موسكو.
وقال مصدر للصحيفة: “إنها حياة هادئة جدًا. لديه اتصال محدود للغاية، إن وُجد، مع العالم الخارجي، لا يتواصل إلا مع قلة ممن كانوا في قصره، مثل منصور عزام، وزير شؤون رئاسة الجمهورية السابق، وياسر إبراهيم، أبرز رجاله الاقتصاديين”.
وبدوره، قال مصدر مقرّب من الكرملين إن بشار الأسد لم يعد يحظى باهتمام يُذكر لدى الرئيس فلاديمير بوتين والنخبة السياسية الروسية.
وأضاف: “بوتين لا يتحمّل القادة الذين يفقدون قبضتهم على السلطة، والأسد لم يعد يُنظر إليه كشخصية مؤثرة أو حتى ضيف يستحق الدعوة إلى العشاء”.
وكان الأسد قد فرّ مع أبنائه من دمشق في الساعات الأولى من 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، مع اقتراب قوات المعارضة من العاصمة من الشمال والجنوب.
واستقبلتهم مرافقة عسكرية روسية نقلتهم إلى قاعدة حميميم الجوية، حيث غادروا البلاد.
وضع أسماء الأسد
تطرقت “الغارديان” إلى الوضع الصحي لزوجته أسماء الأسد، التي أُعلن في مايو/أيار 2024 عن إصابتها بسرطان الدم (اللوكيميا)، مشيرة إلى أن روسيا تُعدّ وجهة مناسبة للعلاج في ظل تطور منشآتها الطبية، وخصوصاً مع القيود التي تمنع أسماء من تلقي العلاج في دول غربية بسبب العقوبات.
وبحسب التقرير فإن أسماء الأخرس زوجة المخلوع تحسنت من مرضها بعد علاج خضعت له في موسكو.
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة نفي الكرملين لما تردد من شائعات حول طلب أسماء الأسد الطلاق أو سعيها لمغادرة روسيا، مؤكداً أن هذه الأنباء “غير صحيحة” وأن العائلة لا تزال مجتمعة في موسكو.
أبناء الأسد
مع استقرار حالة زوجته الصحية، يسعى بشار الأسد إلى إيصال روايته الخاصة، حيث رتّب لإجراء مقابلات مع قناة “آر تي” ومع مدوّن أمريكي يميني بارز، لكنه ينتظر موافقة السلطات الروسية للظهور الإعلامي، بحسب الصحيفة.
لكن “الغارديان” قالت إن “روسيا تبدو أنه منعت الأسد من أي نشاط علني، ففي مقابلة نادرة مع وسائل إعلام عراقية في نوفمبر/تشرين الثاني، أكد السفير الروسي في العراق، إلبروس كوتراشيف، أن الاسد ممنوع من أي نشاط عام”.
وقال: “قد يعيش الأسد هنا، لكنه لا يستطيع ممارسة أي نشاط سياسي، ولا يحق له الظهور الإعلامي أو السياسي. هل سمعتم شيئًا منه؟ لم تسمعوا، لأنه غير مسموح له بذلك، لكنه آمن وعلى قيد الحياة”.
في المقابل، تبدو حياة أبناء الأسد أقل اضطرابًا، وهم يتأقلمون مع واقع جديد كجزء من نخبة موسكو، بحسب الصحيفة.
وقال صديق للعائلة التقى بعض الأبناء قبل أشهر: “يبدون في حالة ذهول، أعتقد أنهم ما زالوا تحت وقع الصدمة، ويحاولون التكيّف مع حياة لم يعودوا فيها العائلة الأولى”.
والظهور العلني الوحيد للعائلة، من دون بشار، منذ سقوط النظام كان في حفل تخرّج ابنته زين الأسد في 30 يونيو/حزيران الماضي، حيث نالت شهادة في العلاقات الدولية من جامعة “مغيمو” المرموقة في موسكو.
وتُظهر صورة على الموقع الرسمي للجامعة زين (22 عامًا) مع زملائها الخريجين. وفي مقطع فيديو آخر غير واضح، تظهر أسماء الأسد وابناها حافظ (24 عامًا) وكريم (21 عامًا) بين الحضور.
وأكد اثنان من زملاء زين السابقين أن بعض أفراد العائلة حضروا الحفل، لكنهم التزموا الحذر الشديد. كما نقلت الصحيفة عن مصدر اشترط عدم ذكر اسمه: “لم تبقَ العائلة طويلًا، ولم تلتقط صورًا مع زين على المنصة كما فعلت بقية العائلات”.
أما حافظ الأسد، الذي كان يُحضَّر سابقًا ليكون خليفة محتملًا لوالده، فقد اختفى إلى حد كبير عن الأنظار منذ نشره مقطع فيديو على “تلغرام” في فبراير/شباط الماضي، قدّم فيه روايته لفرار العائلة من دمشق، نافيًا تخليهم عن حلفائهم، ومؤكدًا أن موسكو هي من أمرتهم بالمغادرة.
وسرعان ما حدّد سوريون موقع تصوير الفيديو، إذ كان حافظ يتجوّل في شوارع موسكو. ومنذ ذلك الحين، أغلق معظم حساباته على مواقع التواصل، مسجلًا حسابات بأسماء مستعارة، وفق بيانات مسرّبة.
السفر إلى الإمارات
بحسب مصدر مقرّب من العائلة، تمضي أسماء وأبناؤها وقتًا طويلًا في التسوق، وملء منزلهم الروسي الجديد بالمقتنيات الفاخرة.
وتُظهر بيانات روسية مسرّبة أن زين الأسد تتسوق بانتظام ملابس راقية، وسجّلت في صالون تجميل فاخر، وهي عضوة في نادٍ رياضي راقٍ في موسكو.
كما يزور أبناء الأسد الإمارات بشكل متكرر، وتنضم إليهم أسماء في بعض الرحلات.
وتشير سجلات رحلات مسرّبة اطّلعت عليها صحيفة “الغارديان” بين عامي 2017 و2023 إلى أن الإمارات كانت وجهة مفضلة للعائلة حتى خلال فترة الحكم، مع رحلات متكررة بين أبوظبي وموسكو وسوريا.
وكانت العائلة تأمل في الانتقال الدائم من موسكو إلى الإمارات، لكونها بيئة أكثر ألفة لهم، خصوصًا أنهم لا يتحدثون الروسية ويجدون صعوبة في الاندماج اجتماعيًا.
غير أنهم أدركوا لاحقًا أن الانتقال الدائم غير مطروح في المدى القريب، إذ إن حتى الإمارات، التي تستضيف عددًا من نخب العالم المثيرين للجدل، لا تشعر بالارتياح لاستضافة الأسد.
وعاد اسم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، والإعلامية السورية الراحلة لونا الشبل، إلى صدارة مواقع التواصل الاجتماعي والشارع السوري، بعد بث قناة “العربية/الحدث” تسجيلات مصورة جديدة تظهر أحاديث خاصة جمعت الطرفين، وتتضمن مواقف حادة وسخريات من شخصيات سورية وروسية.
التسريبات التي بثتها القناة السعودية كشفت جانبا من طبيعة العلاقة بين الأسد وحليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذ ظهرت لونا الشبل وهي تسخر من مظهر بوتين قائلة: “هل شاهد كيف أصبح بوتين منتفخا؟”، ليجيب الأسد: “كل ذلك عمليات”، لترد الشبل: “بوتين كله عمليات، عمره 65 سنة، آثار حقن الفيلر واضحة بشكل لافت”.
وأثارت هذه المقاطع جدلا واسعا، بالنظر إلى أنها صادرة عن رئيس يعتمد نظامه بشكل كامل على الدعم الروسي منذ تدخل موسكو العسكري في سوريا عام 2015.













