بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
استدعى الجيش الأسبوع الماضي 60 ألف جندي احتياط للمشاركة في هجوم موسع على مدينة غزة، إحدى آخر المناطق التي لا تزال خارج سيطرته. ومع توقع المحللين استمرار المعارك لشهور، من المرجح أن يتلقى مزيد من الجنود أوامر بالعودة إلى الخدمة، رغم التردد الذي يطبع النقاش الدائر بينهم.
هؤلاء الجنود، الذين يشكلون نحو 70% من القوة العسكرية الإسرائيلية، يجدون أنفسهم أمام معادلة صعبة بين الولاء لرفاقهم والوحدة العسكرية، وبين الشكوك المتزايدة تجاه القيادة السياسية والعسكرية.
أزمة ثقة داخل صفوف الجيش الإسرائيلي
العديد من جنود الاحتياط قالوا لصحيفة “الغارديان” إنهم يواجهون “خيارًا صعبًا”. أفيعاد، مسعف مقاتل خدم الشهر الماضي في غزة، قال: “نحن مستعدون للتضحية بحياتنا… لكن الحقيقة أننا نموت بلا سبب. عسكريًا لم يعد هناك ما نكسبه، وفي المقابل إنهاء الحرب مع بقاء حماس محتفظة بالرهائن يبدو خيارًا سيئًا”.
أما مظلي الذي يبلغ 47 عامًا وخدم 450 يومًا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، فقال إنه فقد الثقة بالحكومة: “كل مرة عدت فيها منذ آذار/ مارس 2024، فعلت ذلك بقلب مثقل. إذا ذهبت اليوم، فبدافع الالتزام بكتيبتي التي أعتبرها عائلتي”.
من جانبه، أكد معور، ضابط احتياط في سلاح الجو يبلغ 34 عامًا وصاغ رسالة وقّعها 350 عسكريًا، أن الحرب باتت بلا معنى: “بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، كان هناك دافع كبير للدفاع عن البلاد وتفكيك حماس. لكن الحرب لم تُدار بشكل صحيح، ولا توجد استراتيجية واضحة”.
أما الجندي إيال فيدال، 30 عامًا، فقد أبلغ قادته بالفعل أنه لن يعود: “من المهم إطلاق موقف. آمل أن يُحدث رفضي فرقًا. أنا لست مسالمًا، لكن بعض الأوامر غير قانونية، ومن واجبك رفضها”.
انقسام داخلي وضغوط متفاقمة
تظهر الاستطلاعات اتساع الهوة بين الشارع والحكومة. ففي تموز/ يوليو، قال 75% من الإسرائيليين إنهم يفضلون صفقة لإطلاق سراح الرهائن، فيما اعتبر أكثر من نصفهم أن إدارة بنيامين نتنياهو للحرب سيئة.
على الأرض، خلّف الهجوم الإسرائيلي أكثر من 63 ألف قتيل فلسطيني، معظمهم مدنيون، ودمّر معظم قطاع غزة، ودفع سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة للنزوح مرارًا.
هذا وطالت المعركة جنود الاحتياط أنفسهم، إذ خدم بعضهم ما يصل إلى 700 يوم، ما أدى لانهيار حياتهم المهنية والعائلية، وتفاقم الأزمات النفسية بينهم. وقد أظهر مسح أن 12% منهم يعانون من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة. كما كبّدت الحرب الاقتصاد أثمانًا باهظة، وزادت من التوتر حول ملف تجنيد الحريديم.
وفي مواجهة ذلك، يحاول عدد من الجنود تجنّب العودة بإبلاغ قادتهم أنهم مرضى أو جرحى، أو بالتذرع بالخوف على حياتهم العائلية والعملية. كما وُقعت عرائض ورسائل تطالب بإنهاء سريع للحرب من قبل آلاف العسكريين السابقين.