بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
صرّح مسؤول وحدة الأنشطة الإعلامية في حزب الله، علي ضاهر، أنهم بصدد التحضير لإقامة فعاليات بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الأمينين العامين للحزب، حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، اللذين اغتيلا في 27 أيلول و3 تشرين الأول من عام 2024.
وأوضح ضاهر أن الأنشطة ستستمر لمدة سبعة أيام ابتداءً من 25 سبتمبر/أيلول الجاري، مشيرًا إلى أن أبرز الفعاليات ستكون إضاءة صخرة الروشة بصورتي نصر الله وصفي الدين، وذلك من الساعة الخامسة وحتى السابعة مساءً بالتوقيت المحلي.
غير أن هذا الإعلان فجّر موجة واسعة من الانتقادات والرفض، حيث اعتبر كثيرون أن الخطوة تمثّل استفزازًا صريحًا للبنانيين واختزالًا لهوياتهم، بما أن شخصيتي نصر الله وصفي الدين لا تمثلان جميع اللبنانيين، ولا ينبغي ربطهما بمعلم سياحي وطني بارز.
وتباينت مواقف السياسيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي حيال هذه الخطوة. فقد تصدر النائب عن بيروت ورئيس “حزب الحوار الوطني”، فؤاد المخزومي التعليقات قائلًا إن “صخرة الروشة ليست مساحة للدعاية الحزبية، بل هي رمز وطني لبيروت الجامعة والهوية اللبنانية المتنوعة”.
وتابع: “محاولة وضع صورة أمين عام حزب الله حسن نصر الله عليها تشكّل استفزازًا لمعلَم يشكّل ذاكرة جماعية لكل اللبنانيين، وتهديدًا لوحدة العاصمة”. كما زعم المخزومي أن إعلان الحزب تمّ من دون الحصول على موافقة رسمية من محافظ بيروت أو رئيس المجلس البلدي.
بدوره، عبّر النائب المستقل وضاح الصادق عبر منصة “إكس” عن رفضه لإضاءة صورة نصر الله قائلًا إنه أمر “غير مقبول من كل النواحي”، مطالبًا الحكومة بـ”منع الحزب وغيره من أي مظاهر استفزازية، حفاظًا على السلم الأهلي في البلاد”.
ولم تكن تصريحات النائب أشرف ريفي أقل حدة، إذ كتب المنصة ذاتها: “صخرة الروشة رمز وطني جامع، وليست مساحة لفئوية مرفوضة. هي ليست مجرد معلَم طبيعي، بل وجه بيروت ولبنان، ورمز يعتز به كل اللبنانيين”.
وتابع: “نرفض بشكلٍ قاطع أي محاولة لاستعمالها لترويج شعارات أو مواقف لا يقبلها أهل العاصمة ولا تعبّر عن هويتها الجامعة. من اعتدى سابقًا على تمثال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يحاول اليوم إعطاء صخرة الروشة لونًا فئويًا مرفوضًا، لكن بيروت ستبقى عصية على التشويه والاختزال”.
في المقابل، دافع النائب ينال الصلح عن الخطوة قائلًا إن “نصر الله لم يكن مجرد زعيم سياسي أو قائد عسكري، بل كان مدرسة في الصدق والإخلاص والتضحية”. وهاجم من وصفها بـ” الأصوات التي تحاول الانتقاص من عظمة قائد استثنائي قدّم عمره وروحه فداءً لفلسطين ولبنان، وقاتل في الصفوف الأمامية نيابة عن العرب والمسلمين” وتابع: ” أفلا يستحق اليوم أن يُذكر بكل وفاء واحترام؟”.
وقد أثارت هذه الآراء المعارضة ردود فعل في صفوف مناصري الحزب، إذ أشار بعضهم إلى أن صخرة الروشة سبق أن أُضيئت بصور لشخصيات خليجية وعربية لا تمثل الجميع، بما في ذلك صورة الملك السعودي عام 2018، فضلاً عن إضاءتها سابقًا بالعلم الفرنسي. إلا أن المعارضين ردّوا بأن الروشة لم يسبق وأن أضيئت بصور شخصيات يعتبرونها رمزية.