بقلم: يورونيوز
نشرت في
هذا “الانفصال التقني” قد يؤثر بشكل مباشر على وصول 170 مليون مستخدم أمريكي إلى المحتوى العالمي، كما قد يحد من قدرة صانعي المحتوى خارج الولايات المتحدة على تحقيق الأرباح عبر المنصة.
ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن النسخة الأمريكية من التطبيق ستُدار بشكل مستقل، ولن تكون متاحة للمستخدمين خارج الولايات المتحدة في متاجر التطبيقات.
ورغم أنه من المتوقع نقل المحتوى الحالي إلى النسخة الأمريكية الجديدة، لا تزال تفاصيل دمج المحتوى المستقبلي مع النسخة العالمية غير واضحة. وتشير التقديرات إلى أن بيانات المستخدمين الأمريكيين فقط ستُستخدم في تدريب خوارزميات التوصية، ما من شأنه تعميق الفصل بين النسختين.
ضغوط تشريعية وقلق داخلي
تأتي هذه التحولات التقنية في ظل ضغوط سياسية وتشريعية متزايدة في واشنطن، حيث بدأ العمل على فصل التطبيق الأميركي منذ أشهر، مع سعي الشركة الأم “بايت دانس” الصينية إلى تجنّب حظر التطبيق داخل الولايات المتحدة.
ويأتي ذلك استجابة لقانون أُقرّ في عام 2024، يُلزم “بايت دانس” ببيع “تيك توك” بحلول 19 كانون الثاني/يناير المقبل، بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي وحماية بيانات المستخدمين.
وتؤكد السلطات الأمريكية أن ملكية التطبيق من قبل شركة صينية يجعله عرضة للتدخل الحكومي الصيني، سواء من خلال التأثير على الرأي العام أو جمع معلومات حساسة عن المستخدمين الأمريكيين.
ولهذا، عملت الشركة منذ العام الماضي على فصل شيفرة الخوارزمية الأساسية، على أن يُدار التطبيق والتطوير التكنولوجي من خلال فريق مستقل عن تيك توك العالمي. ومع ذلك، قد تستمر بعض فرق “بايت دانس” في تقديم دعم خارجي للنسخة الأمريكية.
وأثار هذا الانفصال قلقًا داخل الشركة من احتمال تراجع كفاءة الخوارزمية الجديدة في ظل غياب الدعم المباشر من فرق الهندسة وتطوير الخدمات التابعة لـ”بايت دانس” على المستوى العالمي.
وفي حال تم إنجاز عملية البيع، من المرجح أن تنتقل ملكية النسخة الأمريكية إلى مشروع مشترك يضم مجموعة من المستثمرين الأمريكيين، مع احتفاظ “بايت دانس” بحصة صغيرة، في خطوة تهدف إلى طمأنة صناع القرار الأمريكيين دون التخلي الكامل عن السيطرة على واحدة من أبرز منصات التواصل الاجتماعي في العالم.