في مشهد يجمع بين الحزن والحسرة والتحدي في آن واحد يقف المزارع الفلسطيني جمال أبو عليا -60 عاما- أمام حقل شجر الزيتون في قرية المغير بالضفة الغربية، وهو ينظر بحسرة بعد أن جعله الاحتلال أثرا بعد عين.
فالعداوة بين إسرائيل وشجر الزيتون قديمة بقدم الاحتلال ونزعه هذه الأراضي من أصحابها، فحرب تل أبيب لم تعتد تقتصر على قطاع غزة، بل الإبادة تصل لغصون الزيتون بالضفة الغربية التي تمثل تهديدا للاحتلال وشاهدا ديمغرافيا على الوجود الفلسطيني.
لكن أبو عليا -كما أكد لحلقة المرصد (2025/9/8)- يرفض الاستسلام والخروج من أرضه، “فإن اقتلعوا الأشجار من جذورها فلن يقتلعونا من هذه الأرض، فجذورنا هي أعمق من جذور الزيتون”.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsend of list
وفي أكبر عملية تجريف شهدتها الضفة الغربية، جلبت قوات الاحتلال في 11 من أغسطس/آب الماضي، عشرات الجرافات التي اقتلعت أكثر من 300 شجرة زيتون على امتداد 2000 دونم من أراضي قرية المغير بالضفة.
لماذا قرية المغير؟
أما لماذا قرية المغير، فالجواب هو لكونها هدفا إستراتيجيا مهما للتوسع الاستيطاني، فالقرية -التي تضم نحو 4 آلاف نسمة- تعد من قرى البوابة الشرقية للضفة الغربية وتمتد أراضيها حتى منطقة الأغوار شرقا التي تضم مجتمعات فلسطينية تتعرض لحملة ممنهجة للتهجير القسري.
ولقرية المغير تاريخ معروف بمواجهة الاحتلال، ففي عام 1968 كانت القرية من أولى القرى التي تقاوم الاحتلال ولم تتمكن القوات العسكرية آنذاك من احتلالها.
وعندما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 كانت قرية المغير نموذجا لمقاومة البؤر الاستيطانية، إلا أنها لم تكن بمعزل عن يد العقوبات التي فرضتها تل أبيب، فعلى مدى عقود طوّقت المستوطنات الإسرائيلية القرية من كل الجهات، للتضييق عليها استعدادا لتهجير أهلها في خطوة لاحقة.
تهجير مليون فلسطيني
واستعرضت حلقة “المرصد” أبعاد خطة إسرائيل الكبري وخرائط وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية كاملة.
وبحسب الخريطة التي كشف عنها الوزير اليميني المتطرف في اجتماع مع رؤساء مجالس المستوطنات في 3 من سبتمبر/أيلول الجاري، فإن مستوطنات سوف تمتد على أراض تصل نسبتها 82% من الضفة الغربية وتبقي على 18% منها فقط، ولن تكون متصلة بحيث تقضي على أي محاولة لنسج دولة فلسطينية.
وتظهر خريطة سموتريتش أن خطة “إسرائيل الكبرى” تقوم بشكل أساسي على ضم الضفة الغربية وتفكيك النسيج الفلسطيني من خلال مصادرة الأراضي وهدم المنازل واقتلاع أشجار الزيتون.
بدورها، أكدت باحثة في منظمة “السلام الآن” الإسرائيلية هاغينت أوفران أن مخطط “إي 1” سيدمر إمكانية وجود أي دولة فلسطينية وأي اقتصاد فلسطيني داخل هذه المنطقة.
وأوضحت الباحثة أن الخطة الإسرائيلية تعمل على إغلاق الضفة بأكملها أمام الفلسطينيين عن طريق بناء طريق بديل يحوّل حركة الفلسطينيين بالكامل نحو سلسلة من الطرق المشتتة.
Published On 9/9/2025
|
آخر تحديث: 01:22 (توقيت مكة)