حصلت الجزيرة على صور حصرية توثق الساعات الأخيرة في مستشفى كمال عدوان، بمشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، قبل اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي له، الجمعة الماضي، وإخراجه من الخدمة بالكامل بعد إشعال النيران فيه.
وتكشف الصور جانبا من الأوضاع المأساوية التي مر بها المستشفى حيث أظهرت الدمار الذي لحق بأقسامه، ومعاناة الطواقم الطبية في انتشال الشهداء وإسعاف المصابين، في ظل الحصار المفروض من قبل قوات الاحتلال، التي منعت طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إلى المنطقة.
كما توثق الصور اللحظات الأولى لاشتعال النيران داخل المستشفى بعد اقتحامه من قبل قوات الاحتلال، حيث امتدت ألسنة اللهب إلى أقسامه المختلفة، قبل أن تصل إلى المنازل الملاصقة له، ما تسبب في إخلاء السكان القاطنين بجواره وسط أجواء من الهلع والخوف.
وضمن تلك الصور، مشاهد لخروج عدد من الفلسطينيين يلوحون برايات بيضاء وهم يحملون كذلك مصابين وجرحى من المستشفى بينهم نساء وأطفال، كما أظهرت المشاهد لقطات مأساوية لأطفال ونساء جرحى يتم نقلهم بين أقسام المستشفى وسط حالة من الفوضى والدمار.
والجمعة، اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان، قبل أن يضرم النار فيه ويخرجه تماما عن الخدمة، ولم يكتف بذلك، بل احتجز أكثر من 350 شخصا كانوا داخله، بينهم 180 من الكوادر الطبية و75 جريحا ومريضا ومرافقوهم، واقتادهم إلى جهة مجهولة، حسب بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
ولاحقا، أفرجت قوات الاحتلال عن نحو 400 شخص، بينهم كوادر طبية كانت قد اعتقلتهم لدى اقتحامها للمستشفى، في حين أبقت مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية رهن الاحتجاز دون الإفصاح عن أي معلومات بشأنه.
وأدلى المفرج عنهم بشهادات عما تعرضوا له داخل المستشفى من تنكيل وضرب بأعقاب البنادق، وإبقائهم ساعات طويلة على الأرض في البرد القارس.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.