تعرض قبر جان ماري لوبان، مؤسس حزب الجبهة الوطنية، للتخريب في مقبرة لا ترينيتي سور مير في إقليم موربيهان. ووفقًا لوسائل الإعلام المحلية، أُغلقت المقبرة أمام الزوار بعد الحادثة، فيما بدأت السلطات التحقيق في ملابسات ما جرى.
توفي لوبان في 7 كانون الثاني/يناير من العام الجاري عن عمر ناهز 96 عامًا، ودُفن في مسقط رأسه بجنوب بريتاني. وهو يُعد شخصية محورية في السياسة الفرنسية، إذ أسس الجبهة الوطنية عام 1972، الحزب الذي شكّل نقطة تحول في المشهد السياسي اليميني المتطرف في فرنسا.
ردود فعل واسعة واستنكار سياسي
أثارت الواقعة ردود فعل قوية من مختلف الأوساط السياسية. فقد وصف وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيلو ما جرى بأنه “عمل بغيض للغاية”، فيما اعتبر عضو البرلمان الأوروبي جيل بينيل الحادثة “بغيضة وحقيرة وخسيسة ودنيئة”، مشيرًا إلى أن الضريح قد يكون تعرّض “للتخريب بمطرقة ثقيلة”.
من جهتها، عبّرت ماري كارولين لوبان، الابنة الكبرى لجان ماري لوبان وعضو المجلس الإقليمي لمنطقة إيل دو فرانس، عن صدمتها عبر تغريدة قالت فيها إنها “لا تملك كلمات لوصف الأفراد الذين يهاجمون أقدس الأشياء”.
أما رئيس حزب التجمع الوطني جوردان باريلا، فوصف الحادث بأنه “عمل لا يوصف”، في حين ندد نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني بالواقعة، واصفًا مرتكبيها بـ”الجبناء”.
من هو جان ماري لوبان؟
يُعتبر لوبان أحد أبرز الشخصيات السياسية في فرنسا خلال العقود الأخيرة، حيث لعب دورًا محوريًا في صياغة المشهد اليميني المتطرف. وُلد عام 1928 وأسس حزب الجبهة الوطنية عام 1972، قبل أن يسلم قيادته لابنته مارين لوبان عام 2011، التي غيرت اسمه لاحقًا إلى التجمع الوطني.
تميز لوبان بخطابه القومي المتشدد، خاصة فيما يتعلق بالهجرة، وكان معروفًا بمواقفه المثيرة للجدل، خصوصًا تجاه الجالية الجزائرية. وأثارت تصريحاته بشأن غرف الغاز النازية عام 1996 ضجة كبيرة، حيث أدين بتهمة التشكيك في جرائم الحرب المرتكبة أثناء الحرب العالمية الثانية بعد أن وصفها بأنها “مجرد تفاصيل” من تاريخ هذه الحقبة.
وفي عام 2002، أحدث لوبان زلزالًا سياسيًا عندما وصل إلى جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية أمام جاك شيراك، لكنه خسر بفارق كبير. كما كان من أشد المنتقدين للاتحاد الأوروبي، معتبرًا أنه يقوض سيادة الدول القومية. ولا يزال إرثه يشكل جزءًا أساسيًا من الخطاب السياسي اليميني في فرنسا.