بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
في قرية مجدل شمس، تجمع العشرات من الدروز خلف السياج الحدودي مع سوريا في انتظار أخبار من السويداء يحملها إليهم أقاربهم الذين حاولوا العبور.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعادت المئات من المتسللين بعد دخولهم ووصول بعضهم إلى القنيطرة، مدفوعين بقلقهم على مصير أبناء طائفتهم وأقاربهم في محافظة السويداء، عقب اشتباكات دامية بين مسلحين من الطائفة وعشائر بدوية سنية وقوات الإدارة السورية الجديدة.
وقد عبّر أحد الشبان، الذي تمكن من عبور الحدود لفترة وجيزة، عن حزنه لما حدث، مؤكدًا أن العائلات التي تقف خلف السياج تترقب وصول أخبار عما يجري في الداخل.
واختلف دروز الجولان، المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية منذ ستينات القرن الماضي، في مواقفهم تجاه تدخل السلطات الإسرائيلية في النزاع عبر قصف مواقع تابعة لنظام الرئيس الانتقالي أحمد الشرع.
فبينما حثّ بعضهم حكومة بنيامين نتنياهو على التحرك لحماية الدروز في سوريا، معبرين عن شعورهم بالانتماء إلى الدولة العبرية بقولهم إن ذويهم خدموا في الجيش الإسرائيلي، قال آخرون إنهم لا يطلبون شيئًا من تل أبيب التي “لها مشاريعها الإقليمية الخاصة التي لا علاقة لنا بها، ولا يمكن تجاهل حقيقة أننا نعيش في أرض محتلة”، حسب تعبيرهم.
وكانت وسائل إعلام عبرية قد ذكرت أن أعداد المتسللين عبر جانبي الحدود انخفضت بشكل ملحوظ خلال الساعات الماضية، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي عزز عناصره عند الحاجز على السياج الحدودي لمنع المزيد من عمليات العبور من كلا الجانبين.
ووفقًا للإعلام العبري، فقد دخل نحو ألف درزي إلى سوريا ووصلوا إلى بلدة القنيطرة، فيما وجّهت انتقادات لأداء السلطات الإسرائيلية، معتبرة إياه متساهلًا رغم استخدام الغاز المسيل للدموع لمحاولة التصدي، واصفة ما جرى بأنه “انتهاك للحدود” و”أمر غير مريح”.
ويُشكل الدروز في إسرائيل نحو 2% من السكان، بحسب استطلاع لمعهد الديمقراطية الإسرائيلي، ويُقدّر أن 80% منهم يشعرون بالانتماء إلى الدولة العبرية.
وفي خمسينيات القرن الماضي، فُرضت الحكومة الإسرائيلية الخدمة العسكرية الإلزامية على الدروز في الداخل، وسرعان ما أصبحوا جزءًا فاعلًا في المؤسسة العسكرية والأمنية. وقد مُنحوا مقابل ذلك امتيازات تعليمية ووظيفية مقارنة بباقي العرب، وحظوا بحضور سياسي داخل الكنيست والدوائر الحكومية.
وتعبيرًا عن “طيب العلاقة” مع سائر أبناء الطائفة الدرزية، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الجمعة، أنها بصدد إرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى محافظة السويداء بقيمة 600 ألف دولار أمريكي.