قال الرئيس البولندي أندريه دودا إن على حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن يكون يقظا في ضوء التخطيط لنقل مقاتلي فاغنر إلى بيلاروسيا، في وقت أوضح فيه أحد قادة فاغنر أن مينسك “قد تضطر لمواجهة تطور جدي للأحداث، ولا بد أن نكون مستعدين له”.
وأضاف، في مؤتمر صحفي خلال زيارة للعاصمة الأوكرانية كييف، أنه لا يستبعد أن يشكل وجود فاغنر في بيلاروسيا خطرا على بولندا وليتوانيا اللتين ستبذلان قصارى جهدهما لضمان انضمام أوكرانيا إلى الناتو في أسرع وقت ممكن.
وسأل دودا -خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والليتواني غيتاناس ناوسيدا- عن “الهدف من إعادة التموضع هذه”.
وتابع “ما الغاية فعليا من (وجود) قوات مجموعة فاغنر، أي عمليا الجيش الروسي، في بيلاروسيا تحديدا؟ هل هدفها احتلال بيلاروسيا أو إيجاد تهديد إضافي من الشمال نحو أوكرانيا، عبر التلويح بهجوم محتمل على هذا البلد من بيلاروسيا؟ أو أن هذا شكل من أشكال التهديد المحتمل لبلادنا في حلف شمال الأطلسي، لبولندا؟”.
ورأى زيلينسكي أن على “حلف شمال الأطلسي أن يقول بالإجماع للمجتمعين البولندي والليتواني إنه في حال وطأت قدم عنصر من فاغنر أرض ليتوانيا أو بولندا، فعندها سيتم القضاء على كل عناصر فاغنر أينما وجدوا”.
واعتبر الرئيس الأوكراني أن القمة المقبلة للحلف التي تستضيفها العاصمة الليتوانية فيلنيوس يوم 11 يوليو/تموز المقبل هي “منصة ممتازة لتمرير رسالة كهذه”.
فاغنر في بيلاروسيا
من جانبه، دعا أحد القادة العسكريين لمجموعة فاغنر، الملقب باسم “بريست”، إلى عدم التسرع بوصف مقاتلي فاغنر بالخونة. وقال بريست إن مجموعة فاغنر ستسلم آلياتها لوزارة الدفاع الروسية، وإن جزءا من مقاتليها سيعملون في بيلاروسيا.
وتابع قائلا “أنا مهتم بالعمل في بيلاروسيا، وأريد رفع مستوى الاستعداد القتالي هناك ونقل خبرة فاغنر إلى المقاتلين”، قبل أن يضيف “لا بد من الابتعاد عن الأوهام، فقد تضطر بيلاروسيا لمواجهة تطور جدي للأحداث، ولا بد أن نكون مستعدين له”.
وقد أعلنت بيلاروسيا -أمس الثلاثاء- وصول قائد فاغنر إلى العاصمة مينسك على متن طائرة قادمة من روسيا.
وتضمّن الاتفاق الذي توسط فيه السبت الماضي رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، الذي أنهى تمرد فاغنر في روسيا، أن يتوجه بريغوجين إلى مينسك، بينما مُنح رجاله خيار الانضمام إليه أو الاندماج في القوات المسلحة النظامية الروسية.
لا تغتالوه
وقبيل وصول بريغوجين، أكد الرئيس البيلاروسي أنه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين عدم اغتيال قائد فاغنر خلال تمرده.
وقال لوكاشينكو أمام مسؤولين بيلاروسيين -وفقا لفيديو نشرته قناة شبه رسمية للرئاسة على تطبيق تليغرام- “قلت لبوتين يمكننا قتله، ليست مشكلة، إما في المحاولة الأولى أو الثانية. لكنني قلت: لا تفعلوا ذلك”.
في سياق مواز، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -اليوم الأربعاء- إن بعض أعضاء مجموعة فاغنر ما زالوا في أوكرانيا، لكن الوضع الأمني في شمال البلاد تحت السيطرة ولم يتغير.
وأدلى زيلينسكي بتصريحاته بعد يوم من سفر يفغيني بريغوجين رئيس فاغنر من روسيا إلى منفاه في بيلاروسيا، الجارة الشمالية لأوكرانيا، بعد تمرد على موسكو لم يكتمل.
ولدى سؤاله عن وجود مجموعة فاغنر في بيلاروسيا، قال زيلينسكي “لا أعتقد أن هذه القوة ستكون كبيرة جدا”.
وأضاف “جيشنا يعتقد أن الوضع في شمال بلادنا لم يتغير وتحت سيطرتنا”.
تفاصيل جديدة عن التمرد
على صعيد آخر، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal) الأميركية إنه تم تقديم موعد التمرد الفاشل الذي قام به قائد مجموعة فاغنر الروسية الخاصة للإطاحة بالقيادة العسكرية الروسية بعدما اكتشفت الاستخبارات الداخلية المؤامرة.
واستهدفت المؤامرة التي نفذها بريغوجين اعتقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ورئيس أركان القوات المسلحة فاليري غيراسيموف، حسبما ذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤولين غربيين لم تحدد هويتهم.
ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء عن الصحيفة قولها إن أجهزة الاستخبارات الاتحادية الروسية علمت بشأن المؤامرة قبل موعد تنفيذها بيومين، وهو ما قد يفسر قرار بريغوجين بالتقدم صوب موسكو.
وأشارت إلى أن الخطة كانت تعتمد على الافتراض بأن بعض فصائل الجيش الروسي ستنضم إلى التمرد.