بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
تمكن أطباء في بريطانيا من تحقيق إنجاز طبي جديد عبر ولادة ثمانية أطفال أصحاء، من سبع نساء، بفضل إجراء رائد في التلقيح الاصطناعي، تم تطويره في عيادة خصوبة بجامعة نيوكاسل.
وجاءت هذه الولادات لتتوج نجاح تقنية جديدة حالت دون انتقال أمراض وراثية مستعصية كان يُخشى أن يحملها الأطفال عن أمهاتهم.
وكانت الأمهات السبع معرضات بدرجة عالية لخطر تمرير أمراض مهددة للحياة إلى أطفالهن بسبب طفرات في الميتوكوندريا، العنصر المسؤول عن تزويد خلايا الجسم بالطاقة.
لكن بفضل تقنية التبرع بالميتوكوندريا، التي طورها أطباء في بريطانيا، وُلد أربعة أولاد وأربع فتيات، بينهم توأمان متطابقان، جميعهم أصحاء ولا تظهر عليهم أي علامات للأمراض الوراثية التي كان من الممكن أن تنتقل إليهم.
وعن هذا الإنجاز، قال البروفيسور دوغ تورنبول، أحد أعضاء الفريق الذي قضى أكثر من عقدين في تطوير الإجراء: “ولادة هؤلاء الأطفال الأصحاء كانت مطمئنة للغاية للباحثين والعائلات المعنية. حتمًا، تفكر في أن هذا رائع للمرضى، وهو أمر يبعث على الارتياح.”
من جانبها، وصفت البروفيسورة ماري هربرت، وهي عضو بارز في الفريق ذاته، هذا الإجراء بأنها “إنجاز مجزٍ لنا جميعًا”.
يُذكر أن أعراض أمراض الميتوكوندريا غالبًا ما تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، مع بدء فشل الأعضاء التي تحتاج إلى طاقة كبيرة مثل الدماغ والقلب والعضلات.
وكثيرًا ما يعاني الأطفال المصابون من تأخر في النمو، ويضطرون إلى استخدام الكراسي المتحركة، مع وفاة العديد منهم في سن مبكرة. وتُقدر نسبة الإصابة بهذا المرض بنحو واحد من كل خمسة آلاف مولود جديد.
ويهدف علاج التبرع بالميتوكوندريا، المعروف اختصارًا بـMDT، إلى منع انتقال الميتوكوندريا المتحورة إلى الأطفال. وتشمل التقنية تخصيب بويضة الأم بحيوانات الأب المنوية، ثم نقل المادة الوراثية من النواة إلى بويضة متبرعة سليمة بعد إزالة نواتها.
وينتج عن ذلك بويضة مخصبة تحمل الكروموسومات الكاملة من الوالدين وميتوكوندريا سليمة من المتبرعة، ليُزرع الجنين لاحقًا في رحم الأم.
وعقب نجاح العملية، عبّرت والدة إحدى الفتيات عن امتنانها قائلة: “كآباء، كل ما أردناه هو أن نمنح طفلنا بداية صحية في الحياة. بعد سنوات من عدم اليقين، منحنا هذا العلاج الأمل.. ثم منحنا طفلنا. نحن غارقون في الامتنان. لقد منحنا العلم فرصة.”