عندما لاحظ الشباب وجود لغم ظاهر، حاولوا الهرب، لكن أحدهم داس على لغم غير مرئي، فانفجر بهم.
أوضح خليل أنه حاول الزحف للهروب، لكن لغمًا ثانيًا انفجر فيه، فأصيبت ساقه الأولى بجروح بالغة، فيما بترت ساقه الثانية.
بسبب صوت الانفجارات، حضر أحد العسكريين للمساعدة، لكن الوقت كان قد فات بعد أن أصيب جميع الحاضرين بجروح كبيرة.
قال خليل، وهو مستلقٍ على فراشه وساقه المبتورة لا تزال ملفوفة بقطعة قماش بيضاء بعد أربعة أشهر من الحادثة: “آمل أن أحصل على طرف اصطناعي وأن أبدأ حياتي من جديد”.
أدى التلوث الناجم عن الألغام الأرضية ومخلفات المتفجرات في سوريا إلى مقتل 249 شخصًا على الأقل، بينهم 60 طفلًا، وإصابة 379 آخرين منذ 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
كما تسببت الألغام ومخلفات المتفجرات في تلويث مناطق شاسعة، لم يُتح الوصول إلى الكثير منها إلا بعد انهيار نظام بشار الأسد، مما أدى إلى ارتفاع كبير في عدد ضحايا الألغام الأرضية، وفقًا لتقرير حديث صادر عن هيومن رايتس ووتش.
جهود إزالة الألغام في سوريا
واقفًا أمام قبر شقيقه، رفع صلاح سويد صورة له وهو يبتسم خلف كومة من الألغام المفككة. كان محمد يبلغ من العمر 39 عامًا عندما توفي في 12 يناير/كانون الثاني 2025 أثناء قيامه بإزالة الألغام في إدلب. كان عضوًا سابقًا في الحرس الجمهوري السوري، وتدرب على زرع وتفكيك الألغام، وانضم لاحقًا إلى المعارضة خلال الثورة.
قال سويد إن عائلته حذرت شقيقه محمد من الذهاب إلى المناطق الخطرة لإزالة الألغام منها. فقال لهم: “إذا لم أذهب أنا وفعل الآخرون الشيء نفسه، فمن سيذهب؟ كل يوم يموت شخص ما”.
عمل محمد مع الوحدات التركية في أعزاز، وهي مدينة تقع شمال غرب سوريا، مستخدمًا معدات متطورة، ولكن يوم وفاته، كان وحيدًا. فبينما كان يُبطل مفعول لغم، انفجر آخر مخبأ تحته.
يقدر الخبراء، أن عشرات الآلاف من الألغام الأرضية لا تزال مدفونة في جميع أنحاء سوريا، وخاصة في مناطق خطوط المواجهة السابقة مثل ريف إدلب.
وقال أحمد جمعة، عضو الوحدة 52، والذي يقود جهود إزالة الألغام في وزارة الدفاع السورية: “ترك النظام السابق وراءه عددًا كبيرًا من الألغام”.
وأضاف: “فقد ما بين 15 و20 من فريقنا أطرافهم، وقُتل حوالي 12 من إخواننا أثناء قيامهم بهذه المهمة”.
المصادر الإضافية • أ ب