على غرار رأس السنة الماضية، استقبلت إسطنبول سنتها الجديدة بوقفة تضامنية مع قطاع غزة المنكوب، حيث احتشد عشرات الآلاف عند جسر غلطة في العاصمة التركية، معبرين عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ومنددين بـ”المجازر” التي ترتكبها إسرائيل مع دخول الحرب سنتها الثانية.
وتدفق المتظاهرون بعد صلاة الفجر، خارجين من المساجد وهم يحملون الأعلام التركية والفلسطينية، مرددين هتافات مثل “إسرائيل القاتلة ستحاسب” و”الشهداء لا يموتون”، وحاملين يافطات كتب عليها “من النهر إلى البحر فلسطين ستتحرر”.
الفعالية، التي جاءت في وقت تجاوزت فيه أعداد القتلى في القطاع المحاصر حاجز 45 ألف قتيل، نظمتها 308 منظمات غير حكومية، وتخللتها شهادات شعبية مؤثرة تعبّر عن حجم المآسي التي تحدث في غزة على مرأى العالم.
وقالت امرأة تركية في المسيرة: “نحن هنا من أجل إخواننا المؤمنين، ندعو لهم، لعلّ الله يهلك من يضطهدهم. إنهم هناك في البرد، أيتام، بينما نحن هنا نأكل ونشرب ولا نستطيع أن نفعل لهم شيئًا”. ودعا رجل آخر قائلًا: “اللهم اجعلنا في عام 2025 بلا حرب”.
ويعبّر المتظاهرون عن عجزهم وقصورهم تجاه ما يحدث في غزة، لكن أكثر من شخص قال إنه خرج في هذه الوقفة ليشعر بأنه يستطيع تقديم شيء، ولو كان مجرد تذكير “بما يحدث من مجازر” وسط “ضوضاء” احتفالات رأس السنة.
وفي هذا السياق، قال أحدهم: “جئنا هنا بدعواتنا لنوجه صرخة استغاثة لإخواننا وأخواتنا في غزة. هذا هو هدفنا. حتى لو كان صغيرًا، فهذا ما يمكننا القيام به، ونريد أن نظهر أننا سنبذل قصارى جهدنا حتى النهاية”.
وفي الوقت ذاته من العام الماضي، اجتاح الآلاف العاصمة التركية متضامنين مع غزة. جاءت المسيرة بتنظيم من “منصة الإرادة الوطنية” تحت رعاية “وقف شباب تركيا”، وبمشاركة 308 منظمات أهلية أيضًا، وحملت اسم “الرحمة للشهداء، والدعم لفلسطين، فلتسقط إسرائيل”.