قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي إن الانهيارات المتلاحقة لقوات الجيش السوري في مناطق مختلفة تجعل صموده بمدينة حمص بلا جدوى في مواجهة تقدم المعارضة.
وفي وقت سابق، أعلنت المعارضة المسلحة السورية سيطرتها على مدينتي الرستن وتلبيسة بريف حمص الشمالي، بالتزامن مع تقدمها نحو أطراف مدينة حمص، في حين سعى الجيش السوري لكسر تقدم المعارضة بتدمير جسر الرستن المؤدي إلى المدينة.
وفي سياق مواز، سلم النظام السوري -الجمعة- مركز محافظة دير الزور شرق البلاد لقوات سوريا الديمقراطية، بعد أن سحب قواته من 7 قرى تابعة للمحافظة وسلمها لـ”قسد”، والتي تقع على “الممر الإستراتيجي” الذي يصل إيران بلبنان عبر العراق وسوريا.
وأوضح الفلاحي في تحليل عسكري أن سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على معبر البوكمال، وهو ممر إستراتيجي يربط إيران بلبنان عبر العراق وسوريا، تعني قطع الإمدادات الحيوية للنظام السوري من العراق وإيران.
وأضاف أن مدينة حمص ذات أهمية إستراتيجية كبرى، حيث تعد عقدة مواصلات تربط شمال سوريا بجنوبها، بالإضافة إلى ارتباطها بمدن مثل طرطوس واللاذقية ودمشق، وتضم 4 مطارات وكليات حربية.
الانسحابات مستمرة
وأشار الخبير إلى أن هذه القدرات العسكرية واللوجيستية الموجودة في حمص كان يمكن أن تدعم النظام في بناء خط دفاعي، لكن الانسحابات المستمرة في مناطق أخرى جعلت من الصعب التصدي لقوات المعارضة المتقدمة نحو المدينة.
وتابع قائلا “روسيا نفسها أعلنت عن غياب خطط واضحة لدعم الجيش السوري، مما يعزز من انهيار النظام، ويقلل من خياراته العسكرية”.
ويرى الفلاحي أن أحد أبرز أسباب الانهيار المتسارع للجيش السوري هو “كسر إرادة القتال لدى الجنود”، حيث أصبحت المعارك بالنسبة لهم خيارا خاسرا.
وأكد أن الحاضنة الشعبية للنظام السوري باتت ضعيفة، خاصة في المناطق التي فقد السيطرة عليها، مما يؤدي إلى سقوطها من الداخل.
واستطرد قائلا “القوات الجوية وحدها غير قادرة على حسم المعارك أو كبح تقدم المعارضة، مما يجعل القادة الميدانيين عاجزين عن استعادة زمام المبادرة”.
ولفت الفلاحي إلى أن محور درعا يمثل تهديدا إستراتيجيا للنظام بسبب قربه من دمشق، مشيرا إلى أن تعدد جبهات القتال حول العاصمة يفرض ضغوطا كبيرة على النظام، ويمنحه مساحة مناورة محدودة.