توقف جبل جليدي عملاق يُدعى “A23a” بالقرب من جزيرة جورجيا الجنوبية في المحيط الأطلسي الجنوبي، بعد رحلة استمرت عقودًا.
يعد الجبل الجليدي، الذي يزن نحو تريليون طن ويغطي مساحة تعادل ضعف مساحة لندن الكبرى، من أكبر الجبال الجليدية على سطح الأرض. كما انفصل هذا الجبل عن رف الجليد في منطقة فيلكنر في القارة القطبية الجنوبية عام 1986.
بعد انفصاله، ظل الجبل عالقًا في بحر ويدل لأكثر من 30 عامًا، حيث بقي مثبتًا على قاع البحر. وفي عام 2020، بدأ الجبل بالتحرك بفعل التيارات البحرية باتجاه المحيط الجنوبي، وصولًا إلى المياه المحيطة بجزيرة جورجيا الجنوبية.
الآن، يبدو أن الجبل الجليدي قد استقر مؤقتًا على الرف الجليدي المحيط بالجزيرة.
من جانبها، قالت الدكتورة نادين جونستون، عالمة البيئة البحرية على متن سفينة (RRS) “سير ديفيد أتينبورو” إن: “الجبل الجليدي قطع مسافة طويلة من بحر ويدل، مر عبر تيارات دائرية، وصولًا إلى الساحل الجنوبي لجزيرة جورجيا الجنوبية، حيث استقر الآن على الرف الجليدي”.
وأوضح العلماء أن الجبل الجليدي سيظل عالقًا لفترة مؤقتة فقط، حيث ستؤدي المياه الأكثر دفئًا تحت الجبل الجليدي إلى ذوبان الجزء المغمور، مما يقلل من استقراره ويسمح له بالتحرر والانتقال إلى مناطق دافئة.
وقبل وصوله إلى جزيرة جورجيا الجنوبية، كان الجبل عالقًا في ظاهرة تسمى “عمود تايلور”، حيث تتسبب التيارات البحرية حول قمة بحرية في إبقاء الأشياء ثابتة في مكانها، مما أخر تحركه نحو الشمال.
بينما أكدت جونستون على أن الجبل الجليدي من المحتمل أن يتحرك شمالًا نحو المياه الأكثر دفئًا بعد أن يذوب الجزء السفلي منه.
واستمتع العلماء بمراقبة الجبل الجليدي عن كثب، فقد قضوا ساعات على متن السفينة بالقرب من الجبل الجليدي، يقومون بجمع العينات وقياس الأبعاد.
وأضافت جونستون عن تجربتها: “من المدهش أن تكون في حضرة هذا الجبل الجليدي، حيث ترى جدارًا جليديًا يصل ارتفاعه إلى 30 أو 40 مترًا، ولكن تحت سطح الماء يمتد جليد آخر يبلغ عمقه نحو 300 متر”.
يُشار إلى أن العلماء يعتبرون دراسة حركة الجبال الجليدية وذوبانها ضرورية لفهم تأثيرات تغير المناخ، حيث يسهم تسارع الذوبان في رفع مستويات المياه العذبة في المحيطات.
كما يطلق الذوبان مغذيات تعزز نمو العوالق النباتية البحرية، مما يؤثر على النظم البيئية البحرية مثل القشريات والأسماك والفقمات والبطاريق.
المصادر الإضافية • أب