بقلم: يورونيوز
نشرت في
كشف موقع “ذا إنسايدر” أن جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة باتت تهدد مناجم الذهب في مالي، التي تشكل شريانًا اقتصاديًا رئيسيًا للنظام العسكري الحاكم والمدعوم من مرتزقة روسيا، في ظل تطورات ميدانية تضع العاصمة باماكو على حافة الانهيار.
وبحسب التقرير، فإن الجهاديين تمكنوا خلال الأشهر الماضية من فرض شبه حصار على العاصمة، ذات الأربعة ملايين نسمة، عبر قطع الإمدادات واعتراض شاحنات الوقود.
وأدت هذه التحركات، بحسب الموقع، إلى شلل اقتصادي غير مسبوق وارتفاع أسعار الوقود إلى مستويات “خيالية”، حيث تجاوزت 130 دولارًا للتر الواحد، فيما أخلى دبلوماسيون غربيون سفاراتهم ودعوا رعاياهم إلى مغادرة مالي بشكل عاجل.
وأشار التقرير إلى أن هذه الاستراتيجية، التي تعتمد على أسلوب حرب العصابات وعمليات الكر والفر، دفعت باماكو إلى وضع يشبه مشاهد فيلم “ماد ماكس”، حيث أصبحت شاحنات الوقود لا تصل إلى المدينة إلا تحت حماية عسكرية مشددة.
واعتبر الموقع أن قائد المجلس العسكري الجنرال أسيمي غويتا، الذي وصل إلى الحكم عبر انقلابيين متتاليين عامي 2020 و2021، يواجه اليوم أصعب اختبار منذ توليه السلطة، بعدما فشلت قواته، المدعومة من الفيلق الإفريقي الروسي “وريث قوات فاغنر”، في صد تقدم الجماعات الجهادية أو تأمين طرق الإمداد الحيوية.
وبرز اسم الجنرال غويتا بعد قيادته انقلابين عسكريين عامي 2020 و2021، أطاح فيهما برئيسين مدنيين وتولى رئاسة البلاد أثناء فترة انتقالية، قبل تنصيبه في أفريل 2025 رئيسا للبلاد لمدة 5 سنوات بقرار من مؤتمر الحوار الوطني، وسط اعتراضات سياسية داخلية.
واعتبر التقرير أن غويتا، الذي يعاني من عزلة دولية وعقوبات غربية، وجد في موسكو حليفًا مثاليًا لتعزيز سلطته، مقابل منحها نفوذًا واسعًا في قارة أفريقيا.
لكن العلاقة لم تسر بسلاسة، إذ أشار التقرير إلى أن غويتا امتنع عن منح الشركات الروسية جميع الامتيازات التي طلبتها، ما دفع موسكو إلى تعليق العمليات الهجومية لقواتها للضغط على باماكو.
مناجم الذهب
أكد تقرير موقع “ذا إنسايدر” أن الجماعات الجهادية تضع نصب أعينها السيطرة على مناجم الذهب التي تديرها الحكومة المحلية وتحرسها القوات الروسية.
ووصف التقرير أن مناجم الذهب “تمثل مصدر تمويل ضخم لأي طرف يسيطر عليها، بل قد تغيّر موازين القوى في منطقة الساحل بأكلمها”.
واعتبر التقرير أن الجهاديين لا يقدرون حاليًا على اقتحام باماكو، لكنهم يحاولون إنهاك النظام عبر محاصرته اقتصاديًا وعسكريًا مع منع وصول الوقود والغذاء إلى العاصمة.
في المقابل، أدت هذه التطورات إلى توترات داخل المؤسسة العسكرية بعد إيقافات بصفوف ضباط بتهمة التمرد، بعضهم انقلب على النظام بسبب سوء معاملة تعرضوا لها من المرتزقة الروس، بحسب التقرير.
سقوط النظام
وأشار التقرير إلى أن احتمال سقوط النظام أصبح واردًا أكثر من أي وقت مضى، خاصة إذا فشل غويتا في كسر الحصار وفتح الطرق المؤدية إلى العاصمة وتأمين خطوط الإمداد بالوقود والغذاء.
وحذّر التقرير من أن سقوط النظام في مالي سيؤدي إلى تراجع كبير في النفوذ الروسي داخل إفريقيا، إذ تفقد موسكو حاليًا قدرتها على حماية حليفها غويتا، مع فتح المجال أمام القادة لبسط سيطرتها على موارد استراتيجية ضخمة.
واعتبر أن سقوط الحكومة المالية سيؤدي إلى تراجع كبير في النفوذ الروسي داخل أفريقيا، بعدما فقدت موسكو قدرتها على حماية حليفها. كما سيفتح المجال أمام القاعدة لبسط سيطرتها على موارد استراتيجية ضخمة، ما قد يغيّر أمن المنطقة لسنوات قادمة.
وبعد طرد القوات الفرنسية عام 2022، استقبلت باماكو مئات المقاتلين من مجموعة “فاغنر”، التي تحولت لاحقا إلى “الفيلق الإفريقي” التابع لوزارة الدفاع الروسية، وتولوا دورًا محوريا في حماية النظام وتأمين مواقع استخراج الذهب واليورانيوم والليثيوم.













