صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الصين تُبدي رغبة في التوصل إلى اتفاق تجاري، مع اقتراب الموعد النهائي لفرض رسوم جمركية جديدة ومرتفعة. غير أنه أشار إلى أن بكين لم تُجرِ حتى الآن أي تواصل رسمي مع واشنطن.
وكتب ترامب على منصة “تروث سوشيال”: “إنهم لا يعرفون كيف يبدؤون. نحن في انتظار مكالمتهم. هذا سيحدث!”
وفي سياق آخر، أفاد ترامب بأنه أجرى “مكالمة رائعة” مع الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية، هان دوك-سو، مؤكداً وجود مقومات حقيقية لعقد صفقة متميزة تعود بالفائدة على البلدين.
يحدث ذلك في وقتٍ تستمر فيه تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على شركاء بلاده التجاريين بالتكشف، ورغم استقرار نسبي شهدته الأسواق المالية يوم الثلاثاء، فإن النزاع لم يظهر أي مؤشرات على التراجع.
وكان ترامب قد هدد برفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى أكثر من 100% اعتبارا من يوم الأربعاء، ردا على خطوة بكين الأخيرة بفرض رسوم “متبادلة” على واردات أمريكية، في إجراء وصف بأنه رد مباشر على موجة الرسوم الأولى التي أعلنت عنها واشنطن الأسبوع الماضي.
وفي رد رسمي، وصفت وزارة الخارجية الصينية الإجراءات الأمريكية بأنها “نموذج للأحادية والتنمر الاقتصادي الحمائي”، مؤكدة أن بكين ستتخذ “إجراءات ضرورية” للدفاع عن مصالحها.
وأضافت الوزارة أن واشنطن “لا تُظهر أي استعداد لخوض محادثات جادة”، داعية الإدارة الأمريكية إلى تبني موقف يقوم على “الاحترام المتبادل والمساواة” إذا كانت ترغب فعلًا في التوصل إلى حل للنزاع المتصاعد.
واقترح الاتحاد الأوروبي بدوره، فرض رسوم جمركية مضادة ردا على سياسة الرسوم الشاملة التي أطلقها ترامب، والتي طالت عشرات الدول وأثارت اضطرابات في الأسواق المالية العالمية.
وقد دفعت هذه الإجراءات العديد من المحللين للتحذير من خطر انزلاق الاقتصاد العالمي نحو الركود، وسط أجواء من القلق والترقب.
وبعد أيام عصيبة شهدت تقلبات حادة، بدأت أسواق الأسهم في استعادة بعض الاستقرار، مدفوعة بنداءات من قادة أعمال—بمن فيهم حلفاء مقربون من ترامب—حثّوا فيها الزعيم الجمهوري على التراجع عن نهجه التصعيدي.
هذا، ودعت الخارجية الصينية واشنطن إلى إظهار الصدق بشأن المحادثات النووية مع إيران.
وكان ترامب قد أعلن خلال لقاء جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الاثنين، أن واشنطن بصدد إجراء مباحثات مباشرة مع طهران، يوم السبت المقبل، متوعدا الجمهورية الإسلامية بأنها ستكون في خطر كبير إذا لم تثمر المباحثات عن اتفاق حول برنامجها النووي.