وقال بوتين في تصريح يعكس إعجابه الشديد بمشروع ماسك: “يمكن القول إن ماسك مهووس بكوكب المريخ… هذه النوعية من الأشخاص نادرة الظهور، فهم مستلهمون بفكرة واحدة ويمضون حياتهم خلفها. هؤلاء يدفعون حدود المستحيل”.
ولم يتوقف بوتين عند الثناء فحسب، بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ قارن ماسك بالمهندس السوفيتي الراحل سيرجي كوروليوف، أحد أبرز أعمدة برنامج الفضاء السوفيتي ومهندس أول قمر صناعي في التاريخ، سبوتنيك 1، الذي دشّن دخول البشرية إلى عصر الفضاء في عام 1957.
وتأتي تصريحات بوتين في وقت تحتدم فيه المنافسة الدولية على الريادة الفضائية، حيث تواصل شركة “سبيس إكس” بزعامة ماسك تطوير صواريخ جديدة طموحة تهدف إلى إرسال البشر إلى القمر والمريخ، في إطار خطة لتحويل الكواكب الأخرى إلى بيئات صالحة للعيش.
وفي سياق زيارته، عبّر الرئيس الروسي عن أمله في التغلب على التحديات التي لا تزال تعيق رحلات الفضاء العميق، مضيفًا أن لدى روسيا “خططًا مستقبلية خاصة” في مجال استكشاف الفضاء، رغم ما تواجهه وكالة الفضاء الروسية “روسكوزموس” من عقوبات بسبب الحرب في أوكرانيا.
وفي ظل تعليق التعاون الفضائي بين موسكو والغرب، اضطرت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) إلى الاعتماد مؤقتًا على صواريخ “سبيس إكس” الأمريكية، خصوصًا بعد تأجيل إطلاق صاروخها “أريان 6” حتى العرض الأول العام الماضي.
لكنإيلون ماسك، رغم مكانته البارزة في قطاع الفضاء، يثير الجدل سياسيًا، إذ تعرض لانتقادات متكررة بسبب دعوته إلى وقف المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا، وهو ما دفع مسؤولين في كييف إلى اتهامه بتكرار “نقاط الحديث الخاصة بالكرملين” ونشر دعاية تصب في مصلحة روسيا.
وفي سياق حديثه عن آفاق المستقبل الفضائي، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته الأخيرة عن أمله في أن تتمكن البشرية قريبًا من تجاوز العقبات التقنية التي لا تزال تعترض طريق السفر إلى الفضاء السحيق، مشيرًا إلى أن بلاده تمتلك “خططًا محددة” تتعلق بمشروعات فضائية طموحة قيد الإعداد.
لكن الطريق أمام روسيا في مجال الفضاء دونه تحديات. فقد تعرضت وكالة الفضاء الروسية “روسكوزموس” لعقوبات واسعة النطاق على خلفية الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على شراكاتها الدولية.
وفي ظل تجميد التعاون بين موسكو ووكالات الفضاء الغربية، اضطرت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) إلى الاعتماد على صواريخ شركة “سبيس إكس” التابعة لإيلون ماسك كبديل مؤقت، وذلك حتى الإطلاق التجريبي لصاروخها “أريان 6” في العام الماضي.
على الصعيد السياسي، لا يخلو الدور المتصاعد لماسك من الجدل، فقد وُجهت إليه انتقادات متكررة داخل الولايات المتحدة وخارجها بسبب دعواته العلنية لوقف المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا.
وفي تصعيد مباشر، اتهمت السلطات الأوكرانية ماسك بتبني خطاب الكرملين، بل وذهبت إلى حد القول إنه يساهم في نشر “دعاية مؤيدة لروسيا”، وهو ما أثار موجة من الجدل بين مؤيدي حرية الرأي ومنتقدي تدخلات الملياردير في السياسة الدولية.