بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
كانت تشوي في التاسعة عشرة من عمرها عندما تعرّضت لاعتداء من رجل يبلغ 21 عامًا في بلدة جيمهي الجنوبية. وفق سجلات المحكمة، طرحها المعتدي أرضًا وأدخل لسانه مرارًا في فمها، حتى سدّ أنفها لمنعها من التنفس. وللهروب من قبضته، عضّت جزءًا من لسانه بطول 1.5 سنتيمتر.
ورغم أن المعتدي لم يُدان بمحاولة الاغتصاب، بل اكتفى القضاء آنذاك بمعاقبته بالسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ لمدة عامين بتهمتي التعدي والتهديد، فإن تشوي حُكم عليها بعشرة أشهر سجن مع وقف التنفيذ لعامين، بتهمة “التسبب بأذى جسدي بالغ”.
إلغاء الحكم والاعتراف بالحق في الدفاع
في قرارها الجديد، أكدت المحكمة أن أفعال تشوي كانت “محاولة للهروب من اعتداء على سلامتها الجسدية وحقها في تقرير مصيرها الجنسي”، معتبرةً أنها تدخل ضمن نطاق الدفاع المشروع. وأشارت إلى أن الحكم السابق تجاوز حدود العدالة حين رأى أن تصرفها تخطى “المعقول قانونًا”.
خلال الجلسة، اعتذر المدّعون لتشوي وطلبوا إلغاء إدانتها. وبعد النطق بالحكم، خرجت من قاعة المحكمة مبتسمة بينما أحاط بها مؤيدون قدّموا لها الزهور ولوّح ناشطون بلافتة كتب عليها: “تشوي مال-جا فعلتها!”.
تشوي التي تبلغ الآن 79 عامًا، عبّرت في مؤتمر صحافي عن شعورها بالإنصاف بعد سنوات طويلة، قائلة: “منذ واحد وستين عامًا، في موقف لم أفهم فيه شيئًا، تحوّلت الضحية إلى الجانية، وخُتم قدري كمجرمة. أردت أن أكون مصدر أمل للضحايا اللواتي عشن المصير نفسه”.
رحلة طويلة نحو العدالة
استأنفت تشوي الحكم عام 2020، ولكن رُفض طلبها. ومع تصاعد حركة #MeToo في كوريا الجنوبية عام 2017، اكتسبت قضيتها دعمًا واسعًا، خاصة مع تنامي المطالب النسوية التي أفضت إلى تغييرات بارزة، من تكريس حرية النساء في اللجوء إلى الإجهاض، وصولًا إلى تشديد العقوبات على جرائم الكاميرات الخفية.
وعام 2024، أمرت المحكمة العليا بإعادة محاكمتها، لتُفتتح جلسات جديدة انتهت أخيرًا بتبرئتها. ويؤكد محاموها أنهم سيطالبون الدولة بتعويض عن الأضرار التي لحقت بها طيلة ستة عقود من وصمها كمجرمة.