الفيلم الذي يروي قصة حسونة، بعنوان “ضع روحك على كفك وامشِ”، من إخراج الإيرانية سبيده فارسي، وكان من المقرر أن يُعرض ضمن برنامج جمعية ACID للسينما المستقلة، وهي إحدى الفئات الموازية في المهرجان. الإعلان عن اختيار الفيلم تم في 15 نيسان/أبريل الجاري، أي قبل يوم واحد فقط من مقتل فاطمة.
شاهدة على الحياة في غزة
في بيان له، أشار مهرجان كان إلى أن فاطمة حسونة، البالغة من العمر 25 عاماً، كرّست حياتها لتوثيق الحياة اليومية في غزة رغم المخاطر التي فرضتها الحرب. ووصفها بأنها “واحدة من العديد من الضحايا الذين سقطوا نتيجة تصاعد العنف في المنطقة خلال الأشهر الأخيرة”.
وأضاف البيان أن عرض الفيلم يوم 15 مايو/أيار في فئة ACID لن يكون فقط مناسبة سينمائية، بل “تحية لذكراها وتكريماً لرسالتها التي حملتها بعدستها، في محاولة لإيصال صوت الناس في غزة إلى العالم”.
المخرجة سبيده فارسي وجّهت بدورها رسالة مؤثرة بعد مقتل فاطمة، قائلة: “أطالب بالعدالة لفاطمة وجميع الفلسطينيين الأبرياء الذين لقوا حتفهم”، مؤكدة أنها كانت تتواصل معها باستمرار من خلال مكالمات فيديو كانت تحكي خلالها فاطمة عن معاناة الحياة تحت القصف.
تفاصيل مقتل فاطمة حسونة
فاطمة قُتلت قبل أيام فقط من موعد زفافها، في غارة جوية استهدفت منزل عائلتها شمال قطاع غزة، ما أسفر أيضًا عن مقتل عشرة أفراد من عائلتها، بينهم شقيقتها الحامل، وفق ما نشرته صحيفة الغارديان.
وكانت فاطمة ناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث شاركت متابعيها، الذين تجاوز عددهم 35 ألفاً، بلقطات توثق واقع الحياة اليومية في غزة، بما فيها مشاهد من حياة الصيادين على شاطئ البحر، الذي شكّل آخر منشور لها قبل وفاتها على صفحتها في فيسبوك.
وفي أحد منشوراتها السابقة، كتبت حسونة: “إذا متُّ، أريد موتًا صاخبًا. لا أريد أن أكون مجرد خبر عاجل، أو رقمًا في مجموعة، أريد موتًا يسمعه العالم، وأثرًا يبقى عبر الزمن، وصورة خالدة لا يمحى أثرها بمرور الزمن أو المكان”.
كما أصدرت منظمة مراسلون بلا حدود بياناً دانت فيه مقتل حسونة، مشيرة بأسف إلى أن اسمها “ينضم إلى لائحة تقارب مئتي صحافي لقوا حتفهم خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية”، في ما وصفته بـ”مأساة مستمرة تستهدف الإعلاميين”.