نشرت في •آخر تحديث
بعد فراغ رئاسي طويل، تتجه الأنظار في لبنان نحو جلسة البرلمان المرتقبة غدًا، وسط ترقب كبير لحسم ملف انتخاب رئيس للجمهورية. وتتركز المشاورات على اختيار أحد المرشحين البارزين، قائد الجيش العماد جوزيف عون ووزير المال الأسبق جهاد أزعور، ليخلفا الرئيس السابق ميشال عون. فمن الأوفر حظا بينهما؟
جوزيف عون: قائد الجيش وصاحب الدعم الدولي
العماد جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني منذ آذار/مارس 2017، يتمتع بمسيرة عسكرية مميزة بدأت منذ انضمامه للجيش عام 1983. عُرف بتفانيه ومهاراته القيادية، خاصة خلال عملية “فجر الجرود” التي عززت مكانته لدى اللبنانيين.
يحمل عون شهادات في العلوم السياسية والعسكرية، ويتقن العربية والفرنسية والإنجليزية، مما مكّنه من المشاركة في دورات تدريبية دولية متعددة.
ويحظى عون بدعم دولي واسع، لا سيما من الولايات المتحدة وفرنسا، إضافة إلى تأييد عدد من الكتل النيابية، مثل تكتل “الاعتدال الوطني”، و”اللقاء الديمقراطي”، وكتلة “تجدد”. كما أعلن النائب فيصل كرامي والعديد من النواب المستقلين دعمهم لترشحه، مشيرين إلى سمعته الحسنة وخبرته الأمنية التي تؤهله لتولي هذا المنصب في مرحلة حاسمة من تاريخ البلاد.
جهاد أزعور: الخبير الاقتصادي ومرشح التوافق
يبرز جهاد أزعور، وزير المال الأسبق ومدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، كمرشح يتمتع بخبرة اقتصادية واسعة. يحمل أزعور شهادات عليا من مؤسسات مرموقة مثل معهد الدراسات السياسية في باريس وجامعة هارفارد، وتولى مناصب قيادية في القطاعين العام والخاص.
يُعرف المرشح الرئاسي أزعور برؤيته الاقتصادية التي تركز على استعادة حقوق المودعين وإعادة بناء الاقتصاد اللبناني.
ويحظى أزعور بدعم عدد كبير من نواب المعارضة، الذين اعتبروه مرشحًا وسطيًا يمكنه جمع 65 صوتًا، وفق بيان مشترك تلاه النائب مارك ضو باسم 32 نائبًا. كما أعلن “التيار الوطني الحر” بقيادة النائب جبران باسيل دعمه لترشحه، معتبرًا أنه يمثل خيارًا توافقيًا يمكن أن يجمع الأطراف المختلفة في البلاد.
من سيحسم السباق الرئاسي؟
رغم وجود مرشحين بارزين، يبدو أن التوافق السياسي يميل لصالح العماد جوزيف عون، في محاولة لإنهاء الفراغ دون إحداث انقسام داخلي.
وفي حال انتخابه، سيصبح عون خامس قائد جيش يتولى رئاسة الجمهورية اللبنانية، والرابع على التوالي، ما يعكس المكانة التاريخية للمؤسسة العسكرية في النظام السياسي اللبناني.
ووفقاً للدستور اللبناني، يتطلب نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية حضور ثلثي أعضاء البرلمان، أي 86 نائباً من أصل 128. أما في التصويت، فيحتاج المرشح إلى تأمين ثلثي الأصوات للفوز في الدورة الأولى، أو الأغلبية المطلقة، أي 65 صوتاً، في الدورات اللاحقة.
بالنسبة إلى العماد جوزيف عون، فإنه يحتاج إلى 86 صوتاً لضمان وصوله إلى الرئاسة. وفي حال فشله في تأمين هذا العدد، لن يكون مؤهلاً للمنافسة في الدورات التالية لما سيشكله ذلك من انتهاك صريح للدستور.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم، أن باريس بذلت جهودًا مشتركة مع واشنطن لدعم انتخاب رئيس جديد للبنان.
وقد حاول لبنان خلال 13 جلسة سابقة انتخاب رئيس جديد دون جدوى، وسط تصعيد سياسي وعسكري شهدته البلاد، لا سيما المواجهات الأخيرة مع إسرائيل التي اندلعت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الإسراع في انتخاب رئيس يجمع اللبنانيين.
وأكد بري أن “المرحلة الحالية تستدعي الوحدة وليس الانقسام”، مشيرًا إلى ضرورة اغتنام الفرصة لإعادة بناء المؤسسات الدستورية وإنهاء حالة الجمود التي أثقلت كاهل لبنان على مدار السنوات الماضية.