نشرت في •آخر تحديث
في 25 ديسمبر من كل سنة، يحتفل الملايين بميلاد المسيح وفقًا لتقويم الكنيسة الكاثوليكية. يضيئون الشموع، ويتجمعون حول الموائد، ويتبادلون الهدايا، ويبتهلون بالدعاء للسماء، رغم أن الكتب المقدسة لم تذكر ميلاد يسوع بشكل دقيق، وقد يكون هذا التاريخ خاطئًا.. فلماذا اعتمدته الكنيسة؟
نشرت مجلة “سلايت” الأمريكية تقريرًا تقول فيه إن تاريخ ولادة المسيح الذي تبنته الكنيسة الكاثوليكية غير دقيق، مقدمة دلائل من النصوص التاريخية لإثبات رأيها.
واستهلت المجلة تقريرها بالقول إن الكنيسة لم تحدد ميلاد المسيح في 25 ديسمبر حتى منتصف القرن الرابع، حيث دعا أسقف روما المسيحيين لتكريم ميلاد يسوع في 17 من الشهر نفسه.
وأشارت إلى أن اختيار هذا التاريخ لم يكن اعتباطيا، إذ كانت الحضارات تحتفل في تلك الفترة بعيد وثني مخصص لعبادة سول إنفيكتوس، إله النور عند الرومان. لذلك، سعت الكنيسة، وفقًا للمجلة، إلى بسط سيطرتها واجتذاب الناس نحو المسيحية عبر تحويل العيد الوثني إلى احتفال مسيحي خالص.
الحسابات “خاطئة”
وفي القرن السادس الميلادي، وبعد تحديد يوم ولادة يسوع، سعت الكنيسة لتحديد السنة. فقد طلب البابا يوحنا الثالث والعشرون من مؤرخ وراهب يُدعى دينيس لو بيتي حساب هذه السنة، وقد حدد الأخير تاريخ ميلاد المسيح بسنة 753 بعد تأسيس روما. غير أن المجلة تشير إلى أن حسابات الراهب كانت خاطئة، نظرًا لوجود تناقضات تاريخية فيها.
وتستدل سلايت على هذه المعلومة ببحث قام به عالم فلك ألماني يدعى يوهانس كبلر، إذ قال إن الكتاب المقدس ربط ولادة يسوع بسنة مضيئة، اقترن فيها كوكبا المشتري وزحل، وقد حدثت هذه الظاهرة ثلاث مرات في عام 7 قبل الميلاد في 12 أبريل/ نيسان، 3 أكتوبر/ تشرين الأول، و4 ديسمبر/ كانون الأول.
المسيح “لم يولد في الشتاء”
يذكر أن المشارب المسيحية تحتفل بولادة يسوع في أوقات مختلفة من السنة، إذ تحتفي معظم الكنائس الأرثوذكسية بالمناسبة في 7 يناير/ كانون الثاني، فيما تحتفل الكنائس الأرمنية به في 6 يناير/ كانون الثاني. ويعود اللغط في تحديد تاريخ ولادته إلى شح النصوص الدينية التي تتحدث عن الموضوع بدقة، إذ أن إنجيل متى ولوقا، اللذين كُتبا بعد عقود من وفاة المسيح، تقول المجلة، هما الوحيدان اللذان يتحدثان عن طفولته، “وفيهما تختلط الحقيقة التاريخية بالخرافة”، حسب ما جاء في التقرير.
كما تستبعد سلايت أن يكون المسيح قد وُلد في ديسمبر، إذ يربط إنجيل لوقا الحدث بوقت كان فيه الرعاة يخرجون قطعانهم في الحقول ليلًا، وهو أمر يصعب حدوثه في فصل الشتاء. فكان اليهود يتركون أغنامهم ترعى بين شهري آذار/مارس وتشرين الأول/أكتوبر، على حد قول المجلة.