أدى هجوم بطائرة مسيّرة على حقل نفطي في كردستان العراق -اليوم الثلاثاء- إلى تعليق العمل فيه، وذلك بعد سلسلة من هجمات مماثلة استهدفت البنية التحتية للطاقة في الإقليم المتمتع بحكم ذاتي، في حين أمر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بفتح تحقيق فوري وموسع لتحديد الجهات التي تقف وراء الهجمات.
وقالت وزارة الموارد الطبيعية بإقليم كردستان العراق -في بيان- إن هجوما بطائرة مسيّرة استهدف، اليوم الثلاثاء، حقل سرسنك النفطي في قضاء شمانكي بمحافظة دهوك.
ودانت الوزارة في بيانها بشدّة “هذه الأعمال الإرهابية ضدّ البنية التحتية الاقتصادية الحيوية لإقليم كردستان”.
من جهتها، قالت شركة “إتش كيه إن إنرجي” الأميركية إن انفجارا وقع في أحد مرافق الإنتاج في حقل سرسنك، مما أدى إلى تعليق العمليات في المنشأة المتضررة حتى يتم تأمين الموقع.
وأشارت إلى أن جميع الموظفين أُجلَوا ولم تُسجّل أي إصابات، مشيرة في وقت لاحق إلى أن “فرق طوارئ موجودة في المكان وتمكنت من احتواء الأضرار”.
وجاء الهجوم غداة إعلان سلطات الإقليم إسقاط مسيرة مفخخة قرب مطار أربيل الدولي وسقوط مسيرتين أخريين في حقل خورماله النفطي.
تحقيق موسع
وقد أمر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني بفتح تحقيق فوري وموسع لتحديد الجهات التي تقف وراء الهجمات، واتخاذ الإجراءات الحازمة “لمحاسبة المتورطين دون تهاون أو تردد”.
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة صباح النعمان -في بيان- إن “حقلين نفطيين في إقليم كردستان العراق تعرضا لهجمات بطائرات مسيّرة، وهو ما يشكل تهديدا مباشرا لمصالح العراقيين، واعتداء على جهود الدولة في ترسيخ الاستقرار ودفع عجلة التنمية”.
وأضاف البيان، أن “طبيعة هذه الأعمال الإجرامية وتوقيتها تشير إلى وجود نيات خبيثة تستهدف خلط الأوراق، وإلحاق الأذى بالعراق ومؤسساته الحيوية”.
من جهتها، دانت رئاسة الجمهورية العراقية، اليوم، استهداف حقلين نفطيين في محافظتي أربيل ودهوك، مؤكدة أن تكرار هذه الاعتداءات يهدد الأمن والاستقرار في البلاد، ويضعف من مقومات الاقتصاد، مشيرة إلى أن ضرورة بذل مزيد من الجهود لحماية المنشآت الاقتصادية وتوفير البيئة المناسبة لعمل الشركات الاستثمارية في البلاد.
ودعت الرئاسة -حسب البيان- الجهات الأمنية المعنية في الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة والعاجلة لكشف الجناة ومنع تكرار مثل هذه الاعتداءات.
كما دعت السفارة الأميركية في بغداد الحكومة العراقية إلى أن “تمارس سلطتها لمنع الجهات المسلحة من شن هذه الهجمات على مواقع داخل أراضيها، بما في ذلك المواقع التي استثمرت فيها شركات عراقية ودولية لدعم مستقبل العراق”.
وفي الأسابيع الأخيرة، شهد إقليم كردستان العراق هجمات عدّة بمسيّرات وصواريخ لم تحدّد السلطات الجهات التي تقف خلفها.
ودانت رئاسة إقليم كردستان الهجمات وحمّلت الحكومة الاتحادية العراقية مسؤولية اتخاذ الإجراءات العاجلة واللازمة لمنع تكرار هذه الاعتداءات، والكشف عن الجهات المنفذة ومحاسبتها وفق القانون.
وكانت سلطات الإقليم أعلنت في الثالث من يوليو/تموز الجاري إسقاط مسيرة قرب مطار أربيل الدولي الذي يضم قاعدة لقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، في عملية لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها.
واتهمت وزارة الداخلية في الإقليم يومها “جماعات تابعة للحشد الشعبي العراقي” بتنفيذ الهجوم، وهو ما اعتبرته بغداد اتهاما “مرفوضا ومدانا وغير مسموح تحت أي ذريعة”.
وجاءت الهجمات الأخيرة في وقت تتفاقم فيه التوترات بين بغداد وأربيل بشأن صادرات نفط كردستان العراق التي توقفت عبر ميناء جيهان التركي منذ أغلقت تركيا خط الأنابيب عام 2023 بسبب نزاعات قانونية ومشاكل فنية.