نددت الحكومة البرازيلية “بالمعاملة المهينة” التي تعرض لها 88 مهاجرا غير نظامي من مواطنيها خلال ترحيلهم من الولايات المتحدة مقيدي الأيدي والأقدام، في مؤشر على التوتر القادم بين إدارتي الرئيس دونالد ترامب ونظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
ووصفت الحكومة البرازيلية، أمس السبت، تصفيد مواطنيها خلال رحلة الطيران بأنه “انتهاك صارخ” لحقوقهم، معربة عن إدانتها لتلك المعاملة، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية.
وقالت إنها تنوي تقديم “طلب استفسار إلى الحكومة الأميركية بشأن المعاملة المهينة للركاب خلال الرحلة” التي وصلت الجمعة من الولايات المتحدة إلى ماناوس (الشمال)، وفق ما أفادت وزارة الخارجية البرازيلية عبر منصة “إكس”.
وكانت طائرة أميركية على متنها 88 برازيليا و16 من عناصر الأمن الأميركي و8 من طاقم الطائرة متجهة إلى مدينة بيلو هوريزونتي (جنوب شرقي البرازيل) حين واجهت مشكلة فنية اضطرتها إلى قضاء الليل في ماناوس بمنطقة الأمازون التي كان من المقرر في الأصل أن تكون محطة توقف.
وأظهرت مشاهد تلفزيونية ركابا ينزلون من الطائرة مقيّدي الأيدي والأقدام.
وأوردت الشرطة أن “البرازيليين الذين وصلوا مكبّلين نُزعت أصفادهم على الفور”، وذلك “حفظا للسيادة البرازيلية على أراضي الوطن”، ونقلوا إلى مدينة بيلو هوريزونتي على متن طائرة تابعة لسلاح الجو البرازيلي بناء على تعليمات الرئيس دا سيلفا.
وقالت وزارة العدل البرازيلية -في بيان- إنها أمرت السلطات الأميركية “بإزالة الأصفاد على الفور” حين هبطت الطائرة التي تقلّ المرحّلين في مدينة ماناوس، مندّدة “بالازدراء الصارخ بالحقوق الأساسية” لمواطنيها.
وأشارت السلطات البرازيلية في مذكرتها الرسمية إلى أن “كرامة الإنسان” هي “إحدى ركائز دولة القانون الديمقراطية” وهي “قيم غير قابلة للتفاوض”.
وقال مهندس معلوماتية يدعى دا سيلفا مورا، ويبلغ 31 عاما، ورُحّل في تلك الطائرة بعد توقيفه 7 أشهر في الولايات المتحدة “لم يقدموا لنا الماء في الطائرة. كنا مكبّلي الأيدي والأقدام ولم يكن يسمح لنا حتى بالذهاب إلى المرحاض”، كاشفا أن “البعض فقد وعيه من شدّة الحر”.
كذلك أعلنت الوزيرة البرازيلية المعنية بحقوق الإنسان ماكاييه إيفاريستو أن الطائرة كانت تنقل أيضا “أطفالا ممن يعانون التوحّد أو إعاقة قاسوا أوضاعا صعبة جدا”.
اتفاق ثنائي
وقال مصدر حكومي برازيلي، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية الجمعة، إن الترحيل “لا علاقة مباشرة” له بالحملة على المهاجرين غير النظاميين التي بدأت في الولايات المتحدة بعد تنصيب دونالد ترامب رئيسا في 20 يناير/كانون الثاني.
وأضاف أن “هذه الرحلة تندرج في سياق آخر هو اتفاق ثنائي بين البرازيل والولايات المتحدة يعود إلى عام 2017، وما زال ساري المفعول”.
وتعهّد دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية بإطلاق “أكبر برنامج ترحيل في التاريخ الأميركي”. وتفاخر البيت الأبيض هذا الأسبوع بتوقيف مئات “المهاجرين غير النظاميين المجرمين”، مشيرا إلى ترحيلهم بطائرات عسكرية وليست مدنية، خلافا لما كان يحدث سابقا.
والجمعة، وصل 265 مهاجرا مطرودا من الولايات المتحدة إلى غواتيمالا في 3 طائرات، بحسب السلطات المحلية.
وأعلن البيت الأبيض أن 4 طائرات نقلت مهاجرين مرحّلين إلى المكسيك، الأمر الذي لم تؤكده السلطات المكسيكية لكنها أعربت عن استعدادها للتعاون مع واشنطن، كما أغلقت السلطات الأميركية معبر مدينة إل باسو بولاية تكساس الحدودي مع المكسيك، عقب حفل تنصيب ترامب.
ووصف الرئيس الأميركي في خطابه خلال حفل التنصيب المهاجرين غير النظاميين “بالمجرمين”، وأعلن أنه سيرسل قوات عسكرية إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة لتعزيز الأمن.