أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن أوروبا قادرة على الدفاع عن نفسها، داعيًا إلى إثبات ذلك خلال قمة استضافتها باريس يوم الخميس، حيث اجتمع القادة الأوروبيون لمناقشة سبل دعم كييف في جهودها للوصول إلى وقف لإطلاق النار مع روسيا.
في ظل الجهود المتزايدة لدعم أوكرانيا وتعزيز الأمن الأوروبي، استضاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قادة قرابة 30 دولة إلى جانب كبار مسؤولي الناتو والاتحاد الأوروبي. وخلال هذا الاجتماع، ناقش القادة مقترحات لنشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا بالتزامن مع أي اتفاق سلام محتمل، وذلك ضمن إطار تشكيل ما أُطلق عليه “تحالف الراغبين”.
ويأتي هذا الاجتماع ضمن مساعٍ أوسع لوضع أسس لضمانات أمنية طويلة الأمد، إذ تهدف الدول المشاركة إلى تحويل الجيش الأوكراني إلى خط الدفاع الأول ضد أي عدوان مستقبلي، في ظل تصاعد التهديد الروسي.
وفي سياق هذه الجهود، تتصدر كل من فرنسا والمملكة المتحدة المبادرات الرامية إلى بناء تحالف من الدول المستعدة لدعم نشر قوات أوروبية مسلحة في أوكرانيا. ويهدف هذا التحالف إلى فرض السلام ومنع روسيا، التي تدخل حربها الشاملة ضد أوكرانيا عامها الرابع، من شن أي هجوم جديد.
ماكرون: القوة الأوروبية ستكون ردعًا لروسيا وليست قوة هجومية
في توضيحه لموقف بلاده، أكد ماكرون يوم الأربعاء أن القوات المقترحة يمكن أن تنتشر في “مدن رئيسية وقواعد استراتيجية” داخل أوكرانيا، مشددًا على أنها ستكون جاهزة للرد على أي هجوم روسي محتمل.
وأضاف: “إذا حدث عدوان شامل جديد ضد الأراضي الأوكرانية، فستكون هذه القوات الأوروبية في مواجهة مباشرة معه، وسينطبق عليها إطارنا المعتاد للرد العسكري”.
لكنه شدد في الوقت ذاته على أن هذه القوات لن تكون في الصفوف الأمامية ولن تشارك في القتال المباشر، بل ستكون موجودة هناك لضمان استقرار دائم، مؤكدًا: “نحن لا نذهب إلى الحرب، لكننا هناك للحفاظ على السلام. هذه مقاربة سلمية. أما الجهة الوحيدة التي قد تشعل الصراع، فهي روسيا، في حال قررت شن عدوان جديد”.
ضغوط أمريكية لإنهاء الحرب ووقف إطلاق النار
بالتزامن مع انعقاد قمة باريس، تتصاعد الجهود الدولية للتوصل إلى وقف إطلاق النار، حيث يدفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقوة نحو إنهاء القتال.
واعتبرت الاتفاقيات التي توسطت فيها الولايات المتحدة لحماية الشحن البحري في البحر الأسود ووقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة خطوة أولى نحو تحقيق السلام، إلا أن الخلافات بين موسكو وكييف لا تزال قائمة، حيث يتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك الاتفاقات.
رغم جهود التهدئة.. الحرب لا تزال مستعرة
ورغم المساعي الدبلوماسية المستمرة، لا يزال القتال محتدمًا على الأرض. فقد أفادت وسائل إعلام أوكرانية يوم الخميس بأن الهجمات الروسية أسفرت عن مقتل شخص واحد وإصابة العشرات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
من جانبه، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أن هذه الهجمات تمثل دليلًا إضافيًا على ضرورة استمرار العقوبات الأمريكية والأوروبية ضد موسكو، محذرًا من أن أي تخفيف للضغط على روسيا قد يؤدي إلى تصعيد جديد في الحرب.