Published On 2/9/2025
|
آخر تحديث: 20:15 (توقيت مكة)
جدد رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، رغبة بلاده في العمل مع مصر والسودان وتعزيز الشراكة في مشروع سد النهضة، الذي وصفه بأنه مشروع تكاملي بين الدول الثلاث.
وأكد أن السد بعد أن اكتمل يضمن تدفق المياه على مدار العام لدولتي المصب، ويمنع الفيضانات، ويعزز الترابط الاقتصادي بين دول المنبع والمصب، ويسهم في تحقيق التنمية والاستقرار الإقليمي.
وفي لقاء أجراه من موقع السد مع التلفزيون الإثيوبي، قال آبي أحمد إن التباينات التي ظهرت سابقًا كانت نتيجة مخاوف من تأثير السد على أي طرف، مشيرًا إلى أن المشروع اكتمل دون إلحاق ضرر، وأن اكتماله يوفّر أرضية جديدة للعمل المشترك نحو التكامل الاقتصادي والنهضة.
إنجاز رغم التحديات
وأكد آبي أحمد أن إثيوبيا حققت حلما تاريخيا راودها لأكثر من ألف عام، واصفًا نهر النيل بأنه “نهر التحديات”، معتبرًا سد النهضة أكبر تحدٍّ واجهته البلاد في تاريخها المعاصر، وتغلبت عليه رغم الضغوط الخارجية، والأزمات الداخلية، ومحاولات العرقلة التي سعت إلى وقف العمل في المشروع.
وتوقع رئيس الوزراء الإثيوبي أن يتوقف دعم المتمردين في الداخل بعد أن اتضحت الصورة بأن السد اكتمل دون إلحاق ضرر بأي طرف.
تفهم مخاوف الجفاف
وأضاف آبي أحمد أن مياه النيل “هبة ربانية”، مشيرًا إلى أن اختيار إثيوبيا كدولة منبع، ومصر والسودان كدولتي مصب، هو جزء من هذه الهبة. وقال “نحن دول وشعوب عشنا معًا منذ آلاف السنين، وحان وقت تجاوز التباينات”.

وأكد تفهمه لمخاوف الجفاف، لكنه شدد على أن السد اكتمل على أرض الواقع دون إلحاق أي أضرار، وأنه مشروع سلمي، والمياه فيه مرتجعة، ما يتيح لإثيوبيا الاستفادة من الطاقة الكهربائية، بينما تستفيد دولتا المصب من المياه.
وختم آبي أحمد اللقاء بالإعلان عن اكتمال تعبئة بحيرة السد، التي تحتجز خلفها نحو 74 مليار متر مكعب من المياه، لتصبح أكبر بحيرة في إثيوبيا، مشيرًا إلى أنها ستتحول إلى منتجع سياحي، وستبدأ الخطوط الجوية الإثيوبية رحلاتها إلى موقع السد، ليصبح مزارًا للسياحة الداخلية والخارجية، ويضم بحيرة للأسماك، ويُعد من أبرز المواقع السياحية المستقبلية في البلاد.
آن لإثيوبيا الاستفادة من المياه
واعتبر آبي أحمد أن هذا الإنجاز يمثل تحولا تاريخيا، وقال إنها المرة الأولى التي يستفيد فيها الإثيوبيون من مواردهم المائية.

وأضاف أن حجر أساس السد وضعه رئيس الوزراء الأسبق، ملس زيناوي، في الثاني من أبريل/نيسان عام 2011، ثم رحل بعد عام، وتولّى خلفه هيلا ماريام، قبل أن يكتمل المشروع في عهده، ليكون بذلك مشروعا قوميا شارك فيه جميع الإثيوبيين، واعتبر أن ذلك سبب تسميته “سد النهضة”.
وأشاد رئيس الوزراء الإثيوبي بالشركة الإيطالية ساليني إمبريجيلو المنفذة للمشروع، قائلا إنها من أقدم الشركات العاملة في إثيوبيا، وقد نفذت جميع السدود الكبرى في البلاد، وستتولى تنفيذ أي مشاريع مستقبلية في هذا المجال.