أعلنت حركة طالبان عن استعدادها لإطلاق سراح الزوجين البريطانيين بيتر وباربي رينولدز في “أقرب وقت ممكن”، وهما مسنان يبلغان من العمر 79 و75 عامًا كانا قد احتجزا في أفغانستان.
وتم اعتقال الزوجين في 1 فبراير/شباط الجاري أثناء عودتهما إلى منزلهما في مقاطعة باميان في البلاد، وفقًا لتصريحات العائلة في إنجلترا.
هذا ويعيش الزوجان في أفغانستان منذ 18 عامًا، ويديران مؤسسة تُدعى “إعادة البناء”، وهي منظمة تقدم برامج تعليمية وتدريبية للشركات والوكالات الحكومية والمنظمات غير الحكومية.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، عبد المتين قاني، إنه تم القبض على أربعة أشخاص: مواطنان بريطانيان يحملان بطاقات هوية وجوازات سفر أفغانية، ومواطنة صينية-أمريكية، بالإضافة إلى مترجم أفغاني.
وذكرت تقارير إعلامية بريطانية، أن المواطنة الصينية-الأمريكية هي فاي هول، صديقة الزوجين، أما المترجم فهو مواطن أفغاني يعمل مع منظمة “إعادة البناء”.
وأكد قاني لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” وصحيفة “ديلي تليجراف” في وقت متأخر من يوم الاثنين، أن طالبان كانت تعتني بالزوجين أثناء التحقيق.
وأضاف: “يتم أخذ سلسلة من الاعتبارات في الحسبان، وبعد التقييم، سنسعى لإطلاق سراحهما في أقرب وقت ممكن”.
ولم يذكر المتحدث سبب احتجاز الزوجين، لكن مصدرًا من طالبان قال في وقت سابق لـ”بي بي سي”، إن الاعتقال كان بسبب استخدامهما طائرة من دون إبلاغ الشرطة أو قوات الأمن.
ابنة البريطانيين تطالب دولتها بالتحرك
من جهتها، قالت ابنة البريطانيين، سارة إنتويستل، إن والديها كانا على تواصل مع أفراد الأسرة بعد اعتقالهما عبر الرسائل النصية، وأخبرا أولادهما الأربعة أنهما بخير، لكن انقطعت أخبارهما بعد ثلاثة أيام.
وفي حديثها مع “التايمز”، قالت الابنة: “لطالما سعى والداي إلى تكريم طالبان، لذلك أردنا أن نمنحهما الفرصة لتوضيح أسباب هذا الاعتقال. ومع ذلك، وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع من الصمت، لم يعد بإمكاننا الانتظار أكثر من ذلك”.
وأضافت إنتويستل، المقيمة في إنجلترا: “نحن الآن نطالب بإلحاح، القنصلية البريطانية ببذل كل ما في وسعها للحصول على إجابات لنا وممارسة أكبر قدر ممكن من الضغط على طالبان لإطلاق سراحهم”.
وفي هذا السياق، أكدت وزارة الخارجية البريطانية يوم الاثنين دعمها للرعايا البريطانيين المحتجزين في أفغانستان، لكنها لم تقدم أي تفاصيل إضافية.
يُذكر أن الزوجين رينولدز تزوجا في كابول عام 1970 ويديران منظمة “إعادة البناء” منذ عام 2009.
ووفقًا لموقع المنظمة على الإنترنت، يتضمن أحد برامجها تدريب الأمهات والأطفال في باميان، وهي إحدى أكبر المدن في وسط أفغانستان.
وعلى الرغم من أن حركة طالبان فرضت قيودًا صارمة على تعليم النساء وأنشطتهن، إلا أن المشروع تمت الموافقة عليه من قبل السلطات المحلية، حسبما ذكرت وسائل الإعلام البريطانية.