علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديده بفرض رسوم جمركية مرتفعة على المكسيك وكندا الاثنين، ووافق على تعليق لمدة 30 يوما مقابل تنازلات تتعلق بإنفاذ الحدود ومكافحة الجريمة من قبل البلدين المجاورين.
في المقابل، لا تزال التعريفات الجمركية الأمريكية على الصين مقررة للدخول حيز التنفيذ خلال ساعات.
وأعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ورئيسة المكسيك كلوديا شينباوم عن التزامهما بتعزيز جهود ضبط الحدود، استجابة لمطالب ترامب باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمكافحة الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات.
وبناء على ذلك، سيتم تعليق الرسوم الجمركية بنسبة 25%، التي كان من المقرر تنفيذها يوم الثلاثاء، لمدة 30 يوما.
كما وافقت كندا على نشر تقنيات متطورة وعناصر إضافية على طول حدودها مع الولايات المتحدة، إلى جانب إطلاق جهود مشتركة لمكافحة الجريمة المنظمة، وتهريب الفنتانيل، وغسيل الأموال.
من جانبها، التزمت المكسيك بتعزيز حدودها الشمالية عبر نشر عشرة آلاف عنصر من الحرس الوطني، في خطوة تهدف إلى الحد من تدفق الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات.
وأعلنت شينباوم، أن الولايات المتحدة تعهدت أيضًا باتخاذ إجراءات لمنع تهريب الأسلحة عالية الطاقة إلى المكسيك.
وعلق ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي قائلا: “بصفتي رئيسا، من واجبي ضمان سلامة جميع الأمريكيين، وهذا بالضبط ما أفعله. أنا سعيد جدا بهذه النتيجة الأولية”.
وتجنب هذه الاتفاقيات، في الوقت الحالي، اندلاع حرب تجارية كان خبراء الاقتصاد قد حذروا من أنها قد تلحق أضرارا جسيمة باقتصادات جميع الأطراف المعنية، فضلا عن تأثيرها في رفع الأسعار على المستهلكين.
وبعد محادثات هاتفية مع الزعيمين، أعلن ترامب عزمه السعي للتفاوض على اتفاقيات اقتصادية جديدة خلال الشهر المقبل مع أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة، واللذين بات اقتصادهما متشابكا إلى حد بعيد منذ إبرام اتفاقية التجارة الحرة التاريخية في التسعينيات.
أما الصين، فالوضع فيها مختلف، إذ لم يتم التوصل إلى اتفاق مماثل مع بكين، التي تواجه تعريفات جمركية شاملة بنسبة 10%، ومن المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الساعة 12:01 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الثلاثاء (0501 بتوقيت غرينتش).
وقال متحدث باسم البيت الأبيض، إن ترامب لن يتحدث مع الرئيس الصيني شي جينبينغ حتى وقت لاحق من الأسبوع.
وحذر ترامب من إمكانية زيادة التعريفات الجمركية على الصين في حال استمر الوضع كما هو. وقال: “نأمل أن تتوقف الصين عن إرسال الفنتانيل إلينا، وإذا لم تفعل ذلك، فإن التعريفات الجمركية سترتفع بشكل كبير”.
من جانبها، وصفت الصين الفنتانيل بأنه “مشكلة أمريكا” وقالت إنها ستتحدى التعريفات الجمركية في منظمة التجارة العالمية، وتعهدت باتخاذ تدابير مضادة. ومع ذلك، تركت الباب مفتوحًا أمام المحادثات.
وقد أدى أحدث تطور في هذه القضية إلى ارتفاع الدولار الكندي بعد أن كان قد انخفض إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عقدين. كما ساعدت الأخبار في دفع العقود الآجلة لمؤشر الأسهم الأمريكية، بعد يوم من الخسائر في وول ستريت.
ورحبت مجموعات الصناعة، التي كانت تخشى من تعطيل سلاسل التوريد، بقرار تعليق التعريفات الجمركية.
وقال كريس دافيسون، رئيس مجموعة تجارية لمنتجي الكانولا الكنديين: “هذه أخبار مشجعة للغاية. لدينا صناعة متكاملة للغاية تفيد كلا البلدين”.
وفي وقت لاحق من يوم الأحد، اقترح ترامب أن الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة سيكون هدفه التجاري المقبل، لكنه لم يحدد موعدا لذلك. وخلال قمة غير رسمية في بروكسل يوم الاثنين، أعلن زعماء الاتحاد الأوروبي أنهم سيكونون مستعدين للرد إذا فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية جديدة، لكنهم دعوا إلى التريث والتفاوض. وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة هي أكبر شريك تجاري واستثماري للاتحاد الأوروبي.
وألمح ترامب إلى أن بريطانيا، التي غادرت الاتحاد الأوروبي في عام 2020، قد تستثنى من التعريفات الجمركية.
وأقر ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع بأن التعريفات الجمركية قد تسبب بعض الألم على المدى القصير للمستهلكين الأمريكيين، لكنه أصر على أنها ضرورية للحد من الهجرة غير الشرعية، ومكافحة الاتجار بالمخدرات، وتحفيز الصناعات المحلية.