تقع القلعة في مقاطعة أرغيس جنوب رومانيا، وتنتصب فوق قمة جبل شاهق، ما يجعل الوصول إليها مغامرة بحد ذاته. إذ يتوجب على الزوار تسلّق 1,480 درجة حجرية تمرّ عبر غابة كثيفة. وتعمل السلطات حاليًا على دراسة إمكانية إنشاء عربة ترام لتسهيل الوصول، خصوصًا للعائلات وكبار السن.
وقد تطلّبت أعمال الترميم نقل المواد الإنشائية إلى القمة باستخدام مروحيات، بسبب وعورة التضاريس. اليوم، تبدو القلعة بواجهة جديدة، مع جدران معززة وسلالم معدنية لتأمين حركة الزوار. وتتميز القلعة بهيكلها الفريد، وتضم خمسة أبراج مراقبة، أربعة منها مستديرة وواحد منشوري، فيما يبلغ ارتفاع أسوارها نحو عشر أقدام، إلا أن انحدار الموقع يوحي بعلوّ أكبر بكثير.
وبلغت تكلفة أعمال الترميم نحو 25 مليون ليو روماني (ما يعادل 5 ملايين يورو). كما تم تثبيت سياج كهربائي في أعماق الغابة المجاورة لحماية الزوار من الدببة المنتشرة بكثرة في المنطقة. ومن المتوقع أن تستقطب القلعة أكثر من 100,000 سائح سنويًا، كونها من أبرز المواقع السياحية في رومانيا.
وقد استهلّت مراسم إعادة الافتتاح بعرض فني استثنائي، تمثل في مونولوج درامي قدّمه الممثل بيو مارجيسكو مجسّدًا شخصية فلاد المخوزق، وسط حضور سيدات وأميرات بملابس إقطاعية تقليدية، ما أضفى على الفعالية طابعًا تاريخيًا نابضًا بالحياة.
تُفتح أبواب قلعة بويناري أمام الزوار يوميًا من الساعة العاشرة صباحًا حتى السادسة مساءً، مع إغلاق باب الصعود عند الساعة الخامسة. وتبلغ تكلفة الدخول 30 ليو روماني (حوالي 6 يورو).
تاريخيًا، شُيّدت القلعة خلال القرنين الثالث عشر والخامس عشر، إبّان تأسيس ولايتي والاشيا ومولدافيا، حرصًا على صون الاستقلال ومواجهة التهديد التركي. وقد أدرك فلاد المخوزق أهمية موقعها الاستراتيجي، فأمر بتوسيعها وتعزيز تحصيناتها، لتغدو إحدى أبرز قلاعه، إلى جانب قلعة بران الواقعة في وسط البلاد.
وعام 1462، اقتحم العثمانيون القلعة، ما أجبر فلاد على الفرار عبر ممر سري يعبر الجبال باتجاه الشمال. ورغم استمرار استخدامها لبضعة قرون، إلا أنها أُهملت بعد مقتل فلاد عام 1476، وتم التخلي عنها تدريجيًا خلال النصف الأول من القرن السادس عشر.
وعام 1888، تسبب انهيار أرضي كبير في تدمير جزء من القلعة، سقط في النهر أسفل التلة. ورغم ذلك، بقيت جدران وأبراج القلعة صامدة، وشهدت أعمال ترميم متقطعة على مر العقود. واليوم، تُصنّف قلعة بويناري كمعلم أثري ذي أهمية وطنية ودولية، وتُعد شاهدًا على تداخل الأسطورة بالتاريخ.