تتجه أنظار العالم صوب العاصمة السعودية الرياض، التي تستعد لاستضافة الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16)، في حدث يمثل نقطة تحول جوهرية في المسار العالمي للحفاظ على البيئة. ويأتي هذا المؤتمر ليؤكد التزام المملكة العربية السعودية الراسخ بتنفيذ «قرارات الرياض» ودعم الجهود الدولية الرامية للحد من تدهور الأراضي، وهو ما يعكس الدور القيادي للمملكة في مواجهة التحديات البيئية الأكثر إلحاحاً في عصرنا الحالي.
سياق تاريخي وأهمية استراتيجية
تعد اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD)، التي تأسست عام 1994، الاتفاقية الدولية الوحيدة الملزمة قانوناً التي تربط بين البيئة والتنمية والإدارة المستدامة للأراضي. وتكتسب نسخة «كوب 16» في الرياض أهمية استثنائية، حيث تأتي في وقت يعاني فيه ما يقرب من 40% من أراضي العالم من التدهور، مما يؤثر بشكل مباشر على حياة المليارات من البشر ويهدد الأمن الغذائي العالمي. وتعد استضافة المملكة لهذا الحدث تتويجاً لجهودها المستمرة منذ إطلاق «مبادرة السعودية الخضراء» و«مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، اللتين تهدفان إلى زراعة مليارات الأشجار واستصلاح مساحات شاسعة من الأراضي المتدهورة.
أبعاد الحدث وتأثيراته المتوقعة
لا يقتصر تأثير «كوب 16» على الجانب البيئي فحسب، بل يمتد ليشمل أبعاداً اقتصادية واجتماعية عميقة. فمن المتوقع أن يركز المؤتمر على تعزيز مرونة المجتمعات في مواجهة الجفاف، وهو تحدٍ يواجه العديد من الدول النامية والمتقدمة على حد سواء. إن استعادة الأراضي المتدهورة ليست مجرد عمل بيئي، بل هي استثمار اقتصادي ذكي؛ حيث تشير التقارير الدولية إلى أن كل دولار يُستثمر في استصلاح الأراضي يمكن أن يولد عائداً يصل إلى 30 دولاراً من خلال تعزيز الإنتاجية الزراعية وتوفير خدمات النظم البيئية.
تنفيذ القرارات والشراكة الدولية
يركز جدول أعمال المؤتمر بشكل أساسي على الانتقال من مرحلة التعهدات إلى مرحلة التنفيذ الفعلي، وهو ما يُشار إليه بـ «قرارات الرياض». وتسعى المملكة من خلال رئاستها للمؤتمر إلى حشد التمويل الدولي، وتفعيل الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ونقل التكنولوجيا الحديثة التي تساعد في رصد الجفاف وإدارة الموارد المائية بكفاءة. إن نجاح هذا المؤتمر سيشكل حجر الزاوية في الجهود العالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتحديداً الهدف الخامس عشر المتعلق بالحياة في البر، مما يضع الرياض في قلب الحراك البيئي العالمي كعاصمة للحلول المستدامة.
The post كوب 16 بالرياض: تعزيز الجهود الدولية لمكافحة التصحر appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.










