أعربت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي الغادر الذي وقع بالقرب من مدينة تدمر التاريخية في الجمهورية العربية السورية، والذي أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين. ويأتي هذا البيان العاجل تأكيداً على الموقف المبدئي والثابت للرابطة في رفض كافة أشكال العنف والإرهاب والتطرف، مهما كانت الدوافع والمبررات، وأياً كانت الجهة التي تقف خلفها.
موقف حازم وتضامن عربي
وفي البيان الصادر عنها، جددت الرابطة التأكيد على وقوفها التام وتضامنها الكامل مع سوريا وشعبها الشقيق في مواجهة هذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وترويع الآمنين. وشددت الرابطة على أن مثل هذه الأعمال الإرهابية تتنافى بشكل قاطع مع كافة القيم الدينية والمبادئ الإنسانية والأعراف الدولية، داعية المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية إلى تكثيف الجهود وتوحيد الصفوف للقضاء على آفة الإرهاب من جذورها، والعمل المشترك لتجفيف منابع تمويله ومحاربة فكره المتطرف الذي يهدد السلم العالمي.
سياق الأحداث في البادية السورية
تكتسب هذه الإدانة أهمية خاصة نظراً للموقع الجغرافي والرمزي للحدث؛ فمدينة تدمر (عروس البادية) ليست مجرد مدينة سورية، بل هي إرث حضاري عالمي مسجل لدى اليونسكو، وقد عانت طويلاً من ويلات الصراع والتدمير الممنهج للآثار خلال السنوات الماضية. وتعد منطقة البادية السورية، التي تقع فيها تدمر، مسرحاً لعمليات كر وفر مستمرة من قبل فلول وخلايا التنظيمات الإرهابية النائمة التي تتخذ من التضاريس الصحراوية الوعرة ملاذاً لها لشن هجمات مباغتة ضد المدنيين والعسكريين وقوافل النقل. ويشير المراقبون والمحللون السياسيون إلى أن استمرار هذه الهجمات يعكس حجم التحديات الأمنية التي لا تزال تواجه المنطقة، ويؤكد الحاجة الماسة لاستراتيجيات أمنية شاملة لضبط المساحات الشاسعة في البادية.
دور رابطة العالم الإسلامي الريادي
من الجدير بالذكر أن رابطة العالم الإسلامي، التي تتخذ من مكة المكرمة مقراً لها، تلعب دوراً محورياً ودبلوماسياً هاماً في تعزيز السلم العالمي ومحاربة الأفكار المتطرفة. وتعمل الرابطة بشكل دؤوب عبر مبادراتها ومؤتمراتها الدولية، مثل وثيقة مكة المكرمة، على توضيح حقيقة الدين الإسلامي الحنيف القائم على الرحمة والتسامح، ونبذ الغلو والتطرف والكراهية. وتأتي إدانة هجوم تدمر ضمن سلسلة من المواقف الرسمية التي تتبناها الرابطة للتأكيد على حرمة الدماء وضرورة حفظ النفس البشرية، وللتذكير بأن الإرهاب لا دين له ولا وطن، وأن محاربته هي مسؤولية جماعية تقع على عاتق الإنسانية جمعاء.
وختمت الرابطة بيانها بتقديم خالص العزاء والمواساة لأسر الضحايا وللحكومة والشعب السوري، سائلة المولى عز وجل أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يعيد لسوريا الأمن والاستقرار والازدهار.
The post رابطة العالم الإسلامي تدين هجوم تدمر وتؤكد تضامنها مع سوريا appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.











