انطلاق معسكر محترفي الذكاء الاصطناعي بالرياض من سدايا

أعلنت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، ممثلة في أكاديميتها، اليوم عن انطلاق أعمال "معسكر محترفي الذكاء الاصطناعي" في مدينة الرياض. يهدف هذا البرنامج المكثف، الذي يُعقد حضوريًا ويمتد لمدة شهرين، إلى تأهيل خريجي التخصصات التقنية وتزويدهم بالمهارات المتقدمة اللازمة للمنافسة في سوق العمل المتسارع في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي.

منهجية تدريبية شاملة تواكب التطور العالمي

صُمم المعسكر ليقدم تجربة تعليمية متكاملة تغطي دورة حياة مشاريع الذكاء الاصطناعي من البداية إلى النهاية. يبدأ المسار التدريبي بتأسيس قوي في هندسة البيانات وتصميم خطوط المعالجة (Data Pipelines)، مرورًا بالتحليل الاستكشافي المتقدم للبيانات. ولا يكتفي البرنامج بالأساسيات، بل يتعمق في تطوير النماذج التقليدية ونماذج التعلم العميق (Deep Learning)، وصولًا إلى أحدث ما توصلت إليه التقنية في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) والنماذج اللغوية الكبيرة (LLMs).

ويركز الجانب التطبيقي للمعسكر على إتقان لغة البرمجة "بايثون"، وتطوير الواجهات البرمجية (APIs)، بالإضافة إلى تطبيق مفاهيم "التوليد المعزز بالاسترجاع" (RAG) لضمان دقة المخرجات التقنية. كما يتم تدريب المشاركين على ممارسات التكامل والتطوير المستمر (CI/CD) لضمان جاهزية الحلول للبيئات الإنتاجية، ويُختتم المعسكر بمشروع عملي يقدم فيه المتدربون نماذج أولية تعالج تحديات واقعية.

سياق استراتيجي ودور ريادي لـ "سدايا"

يأتي هذا المعسكر امتدادًا للدور المحوري الذي تلعبه "سدايا" منذ تأسيسها في عام 2019 كمرجع وطني للبيانات والذكاء الاصطناعي في المملكة. وتعمل الهيئة ضمن الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي على سد الفجوة الرقمية وبناء اقتصاد قائم على البيانات. وتُعد مثل هذه المعسكرات حجر الزاوية في تحويل المملكة إلى مركز تقني عالمي، حيث لا يقتصر الهدف على استيراد التقنية فحسب، بل على توطين المعرفة وبناء عقول وطنية قادرة على الابتكار والتطوير.

الأثر الاقتصادي ومواكبة رؤية 2030

يكتسب هذا الحدث أهمية خاصة في ظل التنافس الدولي المحموم على تقنيات الذكاء الاصطناعي. فمن خلال تأهيل الكوادر الوطنية، تساهم هذه المبادرة بشكل مباشر في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتحديدًا فيما يتعلق ببرنامج تنمية القدرات البشرية والتحول الرقمي. إن ضخ دماء شابة مؤهلة بأحدث التقنيات في سوق العمل السعودي سيعزز من كفاءة القطاعات الحكومية والخاصة، ويرفع من مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي، مما يرسخ مكانة المملكة كدولة رائدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تبني وتطوير تقنيات المستقبل.