أثار الحارس الأسطوري للمنتخب السعودي، محمد الدعيع، جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية بانتقاده اللاذع للمدرب الفرنسي هيرفي رينارد، الذي قاد دفة “الأخضر” الفنية بين عامي 2019 و 2023. وفي تصريحات تلفزيونية جريئة، اعتبر الدعيع أن استمرار رينارد في منصبه خلال تلك الفترة كان بمثابة “مضيعة للوقت”، مشيراً إلى أنه كان من الأفضل توجيه الشكر له وإنهاء عقده عقب ما وصفه بـ “الإخفاق في كأس العرب”.
لفهم أبعاد هذا النقد، لا بد من العودة إلى مسيرة رينارد مع المنتخب السعودي، وهي فترة اتسمت بالتباين الشديد بين إنجازات تاريخية وإخفاقات محبطة. تولى المدرب الفرنسي المسؤولية في يوليو 2019، ونجح بامتياز في قيادة المنتخب للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، متصدراً مجموعته الصعبة في التصفيات التي ضمت منتخبات قوية مثل اليابان وأستراليا. هذا الإنجاز أعاد الثقة للجماهير السعودية بقدرة منتخبها على المنافسة على الساحة العالمية.
وصلت شعبية رينارد إلى ذروتها خلال مونديال قطر 2022، وتحديداً بعد تحقيق انتصار تاريخي ومذهل على منتخب الأرجنتين، بطل العالم لاحقاً، بنتيجة 2-1 في أولى مباريات دور المجموعات. هذا الفوز لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل كان بمثابة رسالة قوية للعالم أجمع عن تطور الكرة السعودية، وأصبح حديث الصحافة العالمية لأيام. ومع ذلك، لم يتمكن المنتخب من البناء على هذا الانتصار، حيث خسر المباراتين التاليتين أمام بولندا والمكسيك ليودع البطولة من الدور الأول، وهو ما اعتبره الكثير من المحللين والجماهير فرصة ضائعة للعبور إلى الدور الثاني للمرة الأولى منذ عام 1994.
تستند انتقادات الدعيع وشريحة من النقاد إلى هذه النقطة تحديداً، بالإضافة إلى الأداء في بطولات أخرى. فعلى الرغم من أن المنتخب الذي شارك في كأس العرب 2021 كان يتألف غالباً من لاعبي الصف الثاني والشباب، إلا أن الخروج من دور المجموعات كان مخيباً للآمال. يرى هذا التيار أن الإنجاز الأبرز المتمثل في الفوز على الأرجنتين لا ينبغي أن يحجب الصورة الكاملة للأداء العام، وأن المنتخب كان بحاجة إلى استراتيجية أكثر ثباتاً لتحقيق نتائج مستدامة بدلاً من الانتصارات العابرة. وقد أضاف الدعيع في تصريحاته: “لا أعلم كيف قمنا بالتعاقد مع رينارد من جديد بعدما قام بتدريب منتخب فرنسا للسيدات”، في إشارة إلى الجدل الذي أحاط بمسيرته قبل وبعد تجربته مع الأخضر، والتي انتهت بالفعل في مارس 2023 حين طلب المدرب إنهاء عقده ليتولى تدريب منتخب سيدات فرنسا.
يبقى الجدل حول إرث هيرفي رينارد مع المنتخب السعودي قائماً، فهو المدرب الذي أهدى الجماهير انتصاراً يُعد الأغلى في تاريخها، ولكنه في الوقت نفسه لم ينجح في كسر حاجز دور المجموعات في المونديال. وتعكس تصريحات شخصية بحجم محمد الدعيع حالة التوقعات المرتفعة التي تحيط بالمنتخب الوطني، والرغبة الدائمة في رؤيته منافساً قوياً على كافة الأصعدة الإقليمية والدولية.
The post انتقادات الدعيع لهيرفي رينارد ومستقبل المنتخب السعودي appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.













