أكدت قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أن كافة العمليات العسكرية التي تم تنفيذها مؤخراً في محافظة صعدة، بما في ذلك الإجراءات المتخذة ضد الأهداف العسكرية المشروعة، تتوافق بشكل كامل مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية. وشدد التحالف على أن الاستهدافات تأتي في إطار الضرورة العسكرية لحماية الأمن الإقليمي والداخل اليمني من التهديدات المستمرة.
السياق العام والخلفية التاريخية للصراع في صعدة
تعتبر محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي، نقطة انطلاق محورية للعمليات العسكرية منذ بداية النزاع في اليمن. ومنذ انطلاق عمليات التحالف العربي في عام 2015 بطلب من الحكومة اليمنية الشرعية، شكلت صعدة مركز ثقل عسكري واستراتيجي، حيث يتم تخزين منصات إطلاق الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة المفخخة التي تستهدف الأعيان المدنية في الداخل اليمني ودول الجوار. وتأتي العمليات الأخيرة كجزء من سلسلة إجراءات تهدف إلى تحييد هذه القدرات النوعية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.
الالتزام بالمعايير الدولية وقواعد الاشتباك
في سياق ردها على التقارير المتعلقة بالعمليات، أوضحت قوات التحالف أنها تتبع إجراءات صارمة لضمان دقة الاستهداف، مع مراعاة مبادئ التمييز والتناسب والضرورة العسكرية. وأشارت المصادر العسكرية إلى أن التحالف يتخذ كافة التدابير الوقائية لتجنيب المدنيين والأعيان المدنية أي أضرار جانبية، وذلك من خلال استخدام أسلحة دقيقة وتحديث مستمر لقوائم الأهداف المحظورة (No Strike List) التي تشرف عليها جهات أممية ودولية. ويأتي هذا التأكيد ليدحض الادعاءات التي تحاول الجماعات المسلحة ترويجها لاستعطاف الرأي العام الدولي، في حين أنها غالباً ما تستخدم المنشآت المدنية كدروع بشرية لأغراض عسكرية.
الأهمية الاستراتيجية والتأثير الإقليمي
تحمل هذه العمليات أهمية بالغة تتجاوز النطاق المحلي؛ فهي تهدف بشكل مباشر إلى تأمين الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية التي تتعرض لهجمات ممنهجة، بالإضافة إلى حماية خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر التي تتأثر بتهديدات الزوارق المفخخة والألغام البحرية. على المستوى الدولي، يعكس التزام التحالف بالقانون الدولي رغبته في الحفاظ على الغطاء الشرعي لعملياته وضمان استمرار الدعم الدبلوماسي لجهود استعادة الدولة اليمنية. إن تحييد القدرات العسكرية في صعدة يعد خطوة ضرورية لتقليص الفجوة العسكرية ودفع الأطراف نحو طاولة المفاوضات السياسية، حيث يرى المراقبون أن الضغط العسكري المنضبط هو السبيل الوحيد لإجبار الميليشيات على القبول بالقرارات الأممية، وعلى رأسها القرار 2216.
The post التحالف العربي: عمليات صعدة تلتزم بالقانون الدولي الإنساني appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.









