في ظل استمرار الأزمة اليمنية وتداعياتها الإنسانية والسياسية، جددت كل من مملكة البحرين وسلطنة عُمان دعوتهما إلى ضرورة التوصل إلى حلول سياسية توافقية لإنهاء الصراع، مؤكدتين على أهمية تغليب لغة الحوار وخفض التصعيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأعربت وزارة الخارجية البحرينية عن تقديرها العميق للدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في دعم أمن واستقرار الجمهورية اليمنية. وأكدت أن هذه الجهود تنطلق من مسؤولياتهما الأخوية والتزامهما الراسخ بأمن منطقة الخليج العربي ضمن إطار منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وأشارت الوزارة إلى ثقة مملكة البحرين الكاملة في حكمة قيادتي المملكة والإمارات وقدرتهما على احتواء أي تباينات في وجهات النظر ضمن البيت الخليجي الواحد، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز التضامن ووحدة الصف.
السياق التاريخي للأزمة اليمنية
تعود جذور الأزمة اليمنية الحالية إلى عام 2011 مع اندلاع الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح. ورغم الجهود الانتقالية التي تلتها، بما في ذلك المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار الوطني الشامل، إلا أن التوترات استمرت، وبلغت ذروتها في عام 2014 بسيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء ومؤسسات الدولة. هذا التطور أدى إلى تدخل عسكري بقيادة المملكة العربية السعودية في مارس 2015 لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، مما أدخل البلاد في صراع معقد وطويل الأمد تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
موقف عُمان الداعي للحوار
من جانبها، أكدت سلطنة عُمان على موقفها الثابت والداعي إلى ضبط النفس وتغليب صوت الحكمة. وفي بيان صادر عن وزارة خارجيتها، دعت السلطنة إلى معالجة كافة القضايا عبر الحوار البنّاء وتحقيق التفاهم الأخوي الذي يخدم مصلحة اليمن وأمن دول الجوار. وأعربت عن تأييدها الكامل للمواقف الداعية إلى خفض التصعيد واحتواء الأزمة من جذورها، مع التشديد على أهمية احترام سيادة الجمهورية اليمنية واستقرارها وإرادة شعبها في تقرير مصيره.
أهمية الحل السياسي وتأثيره الإقليمي والدولي
تكتسب هذه الدعوات أهمية بالغة نظرًا للموقع الاستراتيجي لليمن الذي يطل على مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات الملاحية في العالم. إن استمرار الصراع لا يهدد أمن اليمن وشعبه فحسب، بل يمتد تأثيره ليزعزع استقرار المنطقة بأكملها ويؤثر على حركة التجارة العالمية. لذلك، يمثل التوصل إلى حل سياسي شامل ضرورة ملحة للمجتمع الدولي. وجددت البحرين دعمها لكافة المبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى حل سياسي دائم، يستند إلى المرجعيات الثلاث المتفق عليها: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما يضمن الحفاظ على سيادة اليمن ووحدته وسلامة أراضيه، ويحقق تطلعات شعبه نحو الأمن والازدهار.
The post البحرين وعمان: دعوة لحل سياسي توافقي في اليمن appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.













