كان أحمد بن حنبل إماماً تقياً، واجتمعت فيه كل صفات التقوى والورع والأدب، وقد عرف الإمام بن حنبل في فترة القرون الهجرية الأولى، وهو صاحب المذهب الحنبلي الذي يعد أفضل وأوسع المذاهب،حيث أقام أحمد بن حنبل مذهبه على اتباع القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وأقوال الصحابة، الأمر الذي جعل من مذهبه دليل للناس حتى يستطيعوا تدبير أمور حياتهم المختلفة.
نسبه وولادته
هو الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان، وأمه هي صفية بنت ميمونة بنت عبد الملك، وقد كانت له صلة قرابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جده نزار، وولد الإمام أحمد بن حنبل في مدينة بغداد عام 164 هجري من شهر ربيع الأول، ونشأ في منطقة بني شيبان، وهي أيضاً قبيلته التي ينتمي إليها.
نشأته وبداية حياته
كان أحمد بن حنبل يتيم الأب، فقد توفي والده قبل ولادته، وكانت أمه هي المسؤولة عن تربيته والاعتناء به، فكانت نعم الأم التي رعته وربته أفضل تربية، كما كانت حريصة على أن تعلمه من العلوم والثقافة أفضلها، وحرصت على أن يحفظ تعاليم دينه بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، حتى أنه كان يسرع إلى شيخه الذي يعلمه حتى قبل طلوع الصباح ليكن أول الحاضرين، وقد لازم أحمد بن حنبل الإمام البغدادي هشيم بن بشير الواسطي لمدة 4 سنوات، ثم تركه بعد ذلك عندما بلغ سن العشرين.
رحلة أحمد بن حنبل في تلقي الحديث
بدأ الإمام أحمد بن حنبل رحلاته حتى يتلقى الحديث ويتعلمه في عام 186 هجري، وكان ذلك بعد تركه للإمام هشيم بن بشير، فشد رحاله إلى العديد من المناطق ليكمل مسيرته، حيث ذهب إلى البصرة، واليمن، والكوفة، حتى أنه فكر في الذهاب لمنطقة الري، لكن تكاليف الرحلة الباهظة منعته من ذلك، كما زار مدينة الحجاز أكثر من مرة، وهناك التقى بالإمام الشافعي وأخذ من علمه وفقهه الكثير، واستمر الإمام بن حنبل في طلب العلم حتى بعد أن بلغ أعلى المناصب، فكان يسير على نهج أن الإنسان يبقى جاهلاً مهما بلغ من العلم.
صفاته وأخلاقه
كان الإمام أحمد بن حنبل حسن الخلق والخُلق، فكان طويلاً يمتلك وجهاً حسن، وكان ملتحٍ ذو بشرة شديدة السمار، كمان كان ذو وقار وهيبة وهيئة أنيقة جداً، وكان حريصاً على نظافته ونظافة ملابسه دائماً، أما عن أخلاقه فكان رؤوفاً رحيماً بالناس يلجأ إليه المحتاجون، كمان كان تقياً عابداً زاهد يخشى الله تعالى في كل ما يقول أو يفعل، وكان معروفاً أيضاً بعلمه الواسع وقدرته الكبيرة على الحفظ.
وفاته
توفي الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في مدينة بغداد يوم الجمعة بتاريخ 12 من ربيع الأول لعام 240 هجري.