المئات توافدوا على بلدة صغيرة في ولاية ميزوري الأميركية خلال الأسبوعين الماضيين، لمشاهدة جثمان راهبة بالكاد تحلل جسدها، رغم مرور نحو خمس سنوات على وفاتها.
فقد بدأت القصة عندما قرر راهبات الدير في أبريل/نيسان الماضي، إضافة ضريح للقديس جوزيف، وذلك شمل استخراج جثمان مؤسسة الدير الأخت ويليمينا لانكستر لإعادة دفنها في المكان الجديد.
وعندما قامت الراهبات باستخراج رفات لانكستر، تم إبلاغهم بأن يتوقعوا استخراج عظام فحسب، حيث كان قد تم دفنها في نعش خشبي بسيط من دون أي تحنيط قبل أربع سنوات.
بدلا من ذلك، وجدوا جسدها كاملاً سليماً و”زياً دينياً لم تتغير هيئته تماما”، كما جاء في بيان صادر عن دير “بينديكتين أوف ماري، كوين أوف أوبستلز”.
انتشار الخبر
ولم تقصد الراهبات الإعلان عن ذلك الاكتشاف، لكن شخصاً ما نشر بريداً إلكترونياً خاصاً علانية و”بدأ الخبر ينتشر كالنار في الهشيم”.
وساعد متطوعون وعناصر سلطات إنفاذ القانون المحلية في توجيه الحشود التي تدفقت على المدينة التي يبلغ تعداد سكانها نحو ألف وثمانمئة شخص، حيث توافد مواطنون من جميع أنحاء البلاد لرؤية جثة لانكستر ولمسها.
بدوره، قال صموئيل داوسون، وهو كاثوليكي أتى من كانزاس سيتي برفقة ابنه الأسبوع الماضي: “لقد كان أمرا مذهلا.. كانت سلمية للغاية، ويكسوها الوقار بشكل كبير”.
وأضاف أن عدة مئات من الأشخاص كانوا هناك عندما زار الدير وشاهد الكثير من السيارات من خارج الولاية، مشيراً إلى أن الزائرين سمح لهم بلمسها، مضيفا أن الراهبات “أردن جعلها قريبة من الجمهور .. لأنها كانت دائما بين الناس في الحياة الواقعية”.
ماذا يقول العلم؟
من جانبها، أوضحت ريبيكا جورج، مدرسة الأنثروبولوجيا بجامعة غرب كارولينا في كارولينا الشمالية، أن افتقار الجسم إلى التحلل قد لا يكون نادراً كما يتوقع الناس.
وقالت جورج إن “تحنيط” الجثث غير المفرغة أمر شائع في منشأة الجامعة، ويمكن أن تبقى الجثث محفوظة لسنوات عديدة، إذا سمح بذلك.
وأضافت أن التوابيت والملابس تساعد أيضاً في الحفاظ على الجثث.
وقالت جورج “عادة، عندما ندفن الناس، فإننا لا نستخرجهم من القبور.. مع مرور 100 عام، قد لا يتبقى شيء. ولكن عندما يكون لديك بضع سنوات فقط، فإن هذا ليس غير متوقع”.