هو أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب مسكويه ولد سنة 930 ميلادي في مدينة الري في إيران، عمل بالفلسفة وفي علم الكيمياء، وكان مولعاً بالتاريخ والأدب والإنشاء، وكان قيماً على خزانة كتب ابن العميد، ثم كتب عضد الدولة ابن بويه فلقب بالخازن، وقال أبو حيان في وصفه: (لطيف الألفاظ، سهل المأخذ، مشهور المعاني شديد التوقي، ضعيف الترقي، يتطاول جهده ثم يقصر، وهو حائل العقل لشغفه بالكيمياء)، ويتميز مسكويه بأن له مجموعة كبيرة من المؤلفات الهامة التي تعتبر بمثابة مراجع علمية للكثير من الأجيال التي تليه.
كتب ومؤلفات مسكويه
هناك العديد من الكتب لمسكويه بيانها على النحو الآتي:
** كتاب تجارب الأمم وتعاقب الهمم حيث إن جزء كبير من هذا الكتاب يختص بتدوين التاريح، ويتميز هذا الكتاب أن مؤلفه مسكويه كان آخر المؤرخين المسلمين الذي كتبوا الوقائع والأحداث حيث كان شاهداً عليها والسبب في ذلك هو طبيعة عمله حيث كان يعمل لدى الوزير المهلبي، واستطاع أن يصل إلى أحداث المحكمة الداخلية في ذلك الوقت.
** كتاب تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق في علم الأخلاق وعلم النفس.
** كتاب طهارة النفس وهو كتاب في مجال علم النفس أيضاً.
** كتاب الفوز الأصغر ويعتبر في مجال علم النفس.
** كتاب آداب العرب في مجال علم النفس.
** كتاب ترتيب السعادات وهو كتاب في مجال الأخلاق.
** كتاب رسالة في ماهية العدل.
** كتاب نديم الأحباب وجليس الأصحاب.
** كتاب الحكمة الخالدة.
** رسالتان في اللذات والآلام والنفس والعقل.
** الهوامل والشوامل سؤالات أبي حيان التوحيدي لأبي علي مسكويه.
** كتاب الحكمة الخالدة حيث كان هذا الكتاب باللغة الفارسية وتم ترجمته إلى اللغة العربية.
وصية أبي علي ابن مسكويه
هناك وصية كتبها مسكويه والتي تدل على حكمته وبلاغته سوف نذكر جزء منها:
بسم الله الرحمن الرحيم! هذا ما عاهد عليه أحمد بن محمد، وهو يومئذ آمن في سربه معافى في جسمه، عنده قوت يومه، لا تدعوه إلى هذه المعاهدة ضرورة نفس ولا بدن، ولا يريد بها مراءاة مخلوق، ولا استجلاب منفعة ولا دفع مضرة منهم، عاهده على أن يجاهد نفسه ويتفقد أمره، فيعف ويشجع ويحكم، ويعاهد على إيثار الحق على الباطل في الاعتقادات، والصدق على الكذب في الأقوال، والخير على الشر في الأفعال، وكثرة الجهاد الدائم لأجل الحرب الدائمة بين المرء وبين نفسه، والتمسك بالشريعة ولزوم وظائفها، وحفظ المواعيد حتى ينجزها، وأول ذلك ما بيني وبين الله جلَّ وعزَّ، والإقدام على كل ما كان صوابًا، والإشفاق على الزمان الذي هو العمر ليستعمل في المهم دون غيره وترك الخوف من الموت والفقر لعمل ما ينبغي وترك التواني، وترك الاكتراث لأقوال أهل الشر والحسد.