يُعتبر سيلفيو برلسكوني الذي توفي اليوم الاثنين عن 86 عاما، “أوّل تيفوزو” (مشجّع) لنادي ميلان الذي أداره على مدى 3 عقود وجعل منه أحد أفضل الأندية بالعالم، بفضل تعاقداته مع أفضل نجوم كرة القدم بمبالغ خيالية.
فعلى مدى 31 عاما من حكم “كافالييري” وهو لقب برلسكوني، بين عامي 1986 و2017، نجح ميلان الشهير بقميصه الأحمر والأسود (روسّونيري) في حصد 29 لقبا بينها 5 في دوري أبطال أوروبا و8 في الدوري الإيطالي.
بعض الصور التي تروي قصتنا سويًا 🏆
لقد كتبنا التاريخ معًا 📚 pic.twitter.com/iIK6EovZ1f— اي سي ميلان عربي (@acmilanar) June 12, 2023
بات ميلان قوة عظمى في عالم كرة القدم في تلك الحقبة بإشراف مدرب محنّك هو أريغو ساكي الذي يعتمد أسلوب لعب جميلا، عندما قاد فريقه إلى اللقب القاري مرتين عامي 1989 بالفوز على ستيوا بوخارست الروماني برباعية نظيفة، والعام التالي بفوزه على بنفيكا البرتغالي 1-صفر، أو بإشراف فابيو كابيلو الفائز على برشلونة كرويف برباعية نظيفة في نهائي عام 1994.
🟣🎥 تقرير خاص | برحيل سيلفيو برلسكوني انتهت مسيرة أبرز قادة الكرة الإيطالية 🇮🇹 وأحد أنجح رؤساء الأندية في أوروبا وذلك بعد أن قاد ميلان @acmilan إلى قمم المجد خلال حقبة شهدت تتويج الروسونيري بـ29 لقبا بينها 5 ألقاب بدوري الأبطال
🎙️ تقرير | سحر دهام @SaharDahham pic.twitter.com/ivK3m7KiQZ
— beIN SPORTS الإخبارية (@beINSPORTSNews) June 12, 2023
ضمّ الفريق في تلك الفترة أبرز لاعبي العالم من الإيطاليين فرانكو باريزي، باولو مالديني وأندريا بيرلو، مرورا بالهولنديين ماركو فان باستن ورود خوليت وفرانك ريكارد، وصولاً إلى نجوم آخرين أمثال الفرنسي جان بيار بابان، الليبيري جورج وياه، الأوكراني أندري شيفتشنكو، البرازيلي رونالدينيو أو السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.
نجح خوليت وفان باستن ووياه وشيفتشنكو والبرازيلي كاكا في إحراز الكرة الذهبية لدى دفاعهم عن ألوان ميلان.
منافسة برنار تابي
دفع ميلان ثمن هذه النجاحات، ففي وقت كان اللاعبون غير معتادين على تغيير قمصان أنديتهم كل 3 سنوات، كان برلسكوني رائدا في عالم أعمال كرة القدم حيث قام بتعاقدات جمّة مقابل مبالغ رنانة كما فعل نظيره في مرسيليا برنار تابي.
بلغت المنافسة بين مرسيليا وميلان الذروة مطلع التسعينيات، قبل أن يلتقي الفريقان وجها لوجه في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1993 وكانت الغلبة لمرسيليا برأسية بازيل بولي.
وفي مطلع الألفية الجديدة، أحرز ميلان لقبين جديدين في دوري الأبطال وأفلت منه ثالث عندما تقدّم على ليفربول بثلاثية نظيفة في نهائي الشوط الأول عام 2005 في إسطنبول، قبل أن يدرك الفريق الإنجليزي التعادل ويحسم النتيجة بركلات الترجيح. لكن ثراء برلسكوني لم يعد كافيا لجلب أفضل النجوم إلى صفوف فريقه مع دخول رجال أعمال كبار لشراء أندية النخبة في أوروبا وتحديدا من الولايات المتحدة وآسيا والخليج.
ستظل دائمًا جزءًا من تاريخنا، ستظل دائمًا في قلب وعقل كل روسونيري. pic.twitter.com/1byrBsxPsX
— اي سي ميلان عربي (@acmilanar) June 12, 2023
بدأ مستوى ميلان بالتراجع تدريجيا ولم يفز بأي لقب محلي أو قاري منذ عام 2011، وهو آخر لقب فاز به عندما كان لا يزال رئيسا له (أحرز لقب الدوري عام 2021 أيضا).
انتهت قصة برلسكوني الجميلة مع ميلان عام 2017 عندما اشترى رجل أعمال صيني النادي مقابل 700 مليون يورو. كان النادي يرزح تحت ديون طائلة، قبل أن تنتقل ملكيته إلى صندوق الاستثمار الأميركي “إليوت” في العام التالي، قبل أن يبيعه بدوره إلى صندوق آخر هو “ريدبيرد كابيتال” مقابل 1.2 مليار يورو.
شراء نادي مونتسا
ولدى رحيله عن ميلان اعترف برلسكوني بأن “الكرة الحديثة تتطلب من أجل المنافسة على أعلى المستويات على الصعيد الأوروبي والعالمي استثمارات كبيرة لا تستطيع عائلة واحدة تحملها”، مشيرا إلى أنه سيبقى المشجّع الأوّل لميلان بقوله “إنه الفريق الذي علّمني والدي أن أحبه عندما كنت طفلاً”.
لم يترك برلسكوني عالم كرة القدم، ففي عام 2018 اشترى نادي مونتسا المتواضع القابع في الدرجة الثالثة بهدف قيادته إلى الدرجة الأولى. وكما فعل مع ميلان، عيّن ذراعه اليمنى أدريانو غالياني لإدارة فريق مسقط رأسه.
نجح النادي بفضل الاستثمارات التي قام مجلس الإدارة في تحقيق هدفه في مدى 4 سنوات فقط، فقد صعد مونتسا للمرة الأولى في تاريخه إلى دوري الدرجة الأولى مطلع الموسم الماضي وأنهاه في المركز الحادي عشر.
السيد لورينزو كاسيني (رئيس رابطة الدوري الإيطالي) متحدثًا عن وفاة سيلفيو برلسكوني: “كان الرئيس برلسكوني قائدًا عظيمًا في عالم كرة القدم لمدة عقود. لقد صنع التاريخ في هذه الرياضة، وغيّر فيها وظل يبتكر باستمرار، جاعلًا كرة القدم الإيطالية على قمة أوروبا وقمة العالم. تتقدم رابطة… pic.twitter.com/KOmc2vFKGE
— الدوري الإيطالي (@SerieA_AR) June 12, 2023