وقال القصيبي في حوار مطول مع «عكاظ»: نعمل وفق خطط ميدانية تقوم على أساس الأولوية في أعمال التطهير وتأخذ بعين الاعتبار حاجة المجتمعات المحلية إلى العيش في أمان بعيداً عن خطر الألغام وممارسة كافة أنشطتها الاقتصادية والتنموية، موضحاً أن هناك 30 خبيراً سعودياً ودولياً يعملون في اليمن في البرنامج.
وأشار إلى أن المشروع يعمل إلى جانب نزع الألغام على تثقيف اليمنيين حول الألغام وخطرها، موضحاً أن مشروع «مسام» يعمل تحت مظلة الحكومة السعودية ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ويعمل بالتنسيق مع الحكومة اليمنية في كافة المشاريع ذات الطابع الإنساني والتنموي.
واتهم الحوثي بزراعة الألغام وبشكل بدائي دون خرائط، إذ تهدف كجماعة إرهابية إلى القتل والتدمير بأساليب عشوائية، ضاربة عرض الحائط بأي مبادئ دينية أو أخلاقية أو حتى قواعد قانونية تتعلق بأعمال الحرب.
وإلى الحوار:
• كيف تقيّمون دور مشروع «مسام» لنزع الألغام في اليمن ونجاحاته ومواقع انتشار فرقه؟
••منذ بدء أعماله منتصف 2018 وحتى نهاية 2024 نجد أنه تم تطهير ما مجموعه 63,378,671 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية، كما تم نزع 6,690 لغماً مضاداً للأفراد، و145,815 لغماً مضاداً للدبابات، في حين تجاوز عدد العبوات الناسفة التي تم التعامل معها خلال هذه الفترة 8,180 عبوة، إضافة إلى 315,747 وحدة من الذخائر غير المنفجرة. وهذه الأرقام تشكل نتيجة عمل على مدار الساعة على الأرض في المحافظات والمديريات المحررة، أما في ما يتعلق بمواقع انتشار الفرق فإن فرق «مسام» تعمل وفق خطط ميدانية تقوم على أساس الأولوية في أعمال التطهير وتأخذ بعين الاعتبار حاجة المجتمعات المحلية إلى العيش في أمان بعيداً عن خطر الألغام وممارسة كافة أنشطتها الاقتصادية والتنموية.
توعية وتثقيف
• هل أنتم متخصصون فقط في عمليات نزع الألغام، أم هناك مشاريع أخرى تديرونها، وأقصد التوعية بمخاطر الألغام وتأهيل ومعالجة الضحايا من المدنيين؟
•• عمل مشروع «مسام» الرئيسي هو نزع الألغام والتعامل مع العبوات الناسفة والذخائر غير المنفجرة بكافة أنواعها وأشكالها، ونظراً لأن بيئة العمل ليست خالية من السكان، فقد حمل المشروع على عاتقه القيام بدور تثقيفي وتوعوي مستهدفاً كافة شرائح المجتمع اليمني للتوعية بمخاطر الألغام والعبوات الناسفة، وشرح ما ينبغي فعله في حال الشك في وجود لغم، أو عبوة ناسفة في أي موقع، كما نفذ المشروع العديد من الدورات التدريبية والأنشطة التثقيفية التي تستهدف طلاب وطالبات المدارس والجامعات، كما تم تخصيص رقم هاتف لتلقي البلاغات في حال الاشتباه بوجود جسم غريب، أما في ما يتعلق بتأهيل وعلاج الضحايا، فرغم أن هناك جهات أخرى تتولى هذه المهمة إلا أن «مسام» يقوم بواجبه الذي تفرضه مسؤوليته الاجتماعية حيث تكفل بمصاريف علاج وتأهيل عدد من المصابين لتمكينهم من ممارسة حياتهم.
30 خبيراً سعودياً ودولياً
• كم عدد الفرق والأفراد الذين يعملون ضمن مشروع «مسام» ومواقع انتشاره، وهل هناك توجه لتوسيع عملكم في اليمن ليشمل مناطق سيطرة الحوثي؟
•• يتكون المشروع من 32 فريقاً ميدانياً إضافة إلى فريقين للمهمات الخاصة، ويتجاوز عدد العاملين في «مسام» 550 من الخبراء السعوديين والدوليين والنازعين والعاملين في الخدمات اللوجستية والجهاز الإداري للمشروع. وقد غطت أعمال المشروع 11 محافظة، ومن الطبيعي أن تنتقل هذه الفرق من موقع إلى آخر بعد إنجاز أعمالها، لتبدأ مرحلة جديدة من العمل في منطقة متضررة، ويكون التركيز بطبيعة الحال على المواقع الأكثر تضرراً، كما حدث في تعز التي تعتبر من أكثر المحافظات اليمنية تأثراً من زراعة الألغام، وكذلك الحديدة، والجوف، وشبوة، ومأرب، ولحج، وعدن.
أما بالنسبة للشق الثاني من سؤالك، فإن مشروع «مسام» يعمل تحت مظلة الحكومة السعودية ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بالتنسيق مع الحكومة اليمنية في كافة المشاريع ذات الطابع الإنساني والتنموي، وبالتالي فإن تحديد المناطق التي تتطلب وجود فرق «مسام» يتم من خلال هذا التنسيق.
• تقصد أن خبراء سعوديين ودوليين وأمميين يعملون ضمن المشروع يدربون الفرق اليمنية، أم أن جميعها خبرات يمنية؟
•• يتكون هيكل إدارة عمليات «مسام» من 30 خبيراً سعودياً ودولياً، تولوا حتى قبل انطلاق الأعمال الميدانية تدريب وتأهيل الكوادر اليمنية على أعمال نزع الألغام، وللمعلومية فقد وضع المشروع أولوية لمسألة توطين أعمال نزع الألغام في اليمن، ومن خلال التدريب المستمر لكافة النازعين والعاملين في المشروع نسعى إلى نقل الخبرات في هذا المجال إلى أبناء الشعب اليمني الشقيق. ومن خلال الشريك المحلي لـ«مسام» وهو البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام «يمك» نقدم العديد من البرامج النوعية لضمان مواكبة الكوادر العاملة في مجال نزع الألغام للتطورات في أعمال النزع. والمشروع سعودي بالكامل فلا يوجد أي شخص يعمل فيه مرتبط بأي منظمة دولية، وإن طُلبت منا مساعدة أي منظمة دولية فنحن على أتم الاستعداد.
• هل هناك تنسيق بين مشروع «مسام» والبرنامج الوطني اليمني لنزع الألغام؟
•• يعد البرنامج شريكاً للمشروع، ويتم التنسيق على مدار الساعة مع البرنامج في كافة الأعمال، والبرنامج بقيادة العميد ركن أمين العقيلي يمثل دعامة مهمة لعملنا، والعكس صحيح. ولعل من أهم عوامل النجاح في عمل المشروع والبرنامج هو التنسيق المتواصل والدعم المتبادل بينهما، وكذلك الحال بالنسبة للمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام بقيادة العميد قائد هيثم.
• ماذا عن دوركم في ما يتعلق بالألغام البحرية، وهل هي ضمن أهداف مشروعكم وتمتلكون فريقاً مؤهلاً للمهمات البحرية؟
•• نطاق عمل المشروع منذ تأسيسه وحتى الآن هو الألغام الأرضية بكافة أنواعها وأشكالها، وكذلك العبوات الناسفة والذخائر غير المنفجرة. أما في ما يتعلق بالألغام البحرية، فإن المشروع يمتلك من الخبرات المشهود لها دولياً للقيام بأي مهمة يتم تكليفه بأدائها.
مليون لغم حوثي
• هل يمكن أن توضح لنا بالتفاصيل حجم الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها المليشيا الحوثية في اليمن وخطرها على المجتمع؟
•• الحديث عن الألغام في اليمن طويل ومتشعب جداً، لكن دعني اختصره في عدة محاور فحجم المأساة أكبر مما يتخيله أحد. ومن خلال عملنا وقفنا على حقائق مروعة في هذا الشأن، فالمليشيا الحوثية الإرهابية تتفنن في تصنيع وزراعة الألغام، وتعمل بشكل متواصل على توسيع دائرة زراعتها وتطويرها لتقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين. فمثلاً الألغام التي زرعت في بداية عمل المشروع اختلفت اليوم، وأصبحت أحدث وأكثر تطوراً وتعقيداً عن مثيلاتها في الأعوام الماضية. وقد وجدنا ألغاماً نراها للمرة الأولى بحجم أكبر من أي ألغام وجدناها في اليمن من قبل، وكذلك الأمر في ما يتعلق بالعبوات الناسفة، وجميعها كانت مصنعة بطريقة احترافية وتكنولوجيا عالية في الصنع. أما من حيث الكميات فلا توجد إحصاءات دقيقة في هذا الشأن فهناك تقارير محلية ودولية تشير إلى مليونَي لغم، وفي تقديري الشخصي واستناداً إلى ما نشاهده يومياً من خلال عملنا على الأرض أن الرقم يتجاوز ذلك. فمع كل تحرك للمليشيا الحوثية إلى منطقة جديدة تقوم بزراعة الآلاف من الألغام بها، وعندما يتم إجبارها على التراجع تترك خلفها المزيد من العبوات الناسفة، وحيثما تقوم بتشكيل خط مواجهة جديد، فإنها تزرع الآلاف من الألغام والعبوات الناسفة. ولكن الحقيقة الثابتة أن اليمن من أكثر دول العالم -للأسف الشديد- في زراعة الألغام حيث تقع ضمن المراتب العشر الأولى عالمياً التي تعاني من هذه المأساة، فقد أفرزت آلة القتل والدمار الحوثية أرقاماً لم يعرفها العالم منذ الحرب العالمية الثانية. حيث حولت مساحات زراعية شاسعة بأكملها إلى حقول موت، وأغلقت طرقات، واستهدفت أحياء سكنية، ومباني حكومية وخاصة، وحتى المساجد والمدارس وآبار المياه لم تسلم من عمليات زراعة الألغام.
الخطر يلاحق المدنيين
• هناك من يتحدث عن أنواع مختلفة من الألغام الحوثية بعضها لا تختلف عن الطبيعة وهي أكثر فتكاً بالمدنيين خصوصاً رعاة الأغنام من النساء والأطفال، ما تعليقكم؟
•• هذا صحيح، وقد عثرنا على عبوات ناسفة تأخذ أشكالاً من الطبيعة مثل الصخور أو جذوع الأشجار، وهذا أمر موثق، وقد تسببت هذه العبوات في وفاة وإصابة المئات من المدنيين، ولعل من أهم إستراتيجيات القتل التي تعتمدها مليشيا الحوثي أنها قبل أن تترك منطقة فإنها تملأ الأرض بالعبوات الناسفة التي تتخذ أشكالاً مختلفة، وذلك لإيمانهم أن سكان هذه المنطقة سيعودون إليها يوماً ما لاستئناف حياتهم، ومن العجيب أن هذا الخطر يلاحق المدنيين حتى في منازلهم، حيث تعمد هذه المليشيا إلى وضع العبوات الناسفة أمام الأبواب وفي الطرق الضيقة، وهذا ما يؤكد إصرار هؤلاء القتلة على استهداف المدنيين دون مراعاة لأي اعتبارات إنسانية أو دينية أو قانونية.
• بطبيعة الحال كان لمركز «مسام» دور محوري في نزع الألغام، لكننا لم نسمع يوماً من المركز بياناً واضحاً لمصدر هذه الألغام وصناعتها، وهل هي محلية أم مهربة دولياً؟
•• بالعكس، فمشروع «مسام» أول من تطرق إلى مسألة مصدر هذه الألغام، وقد تم نشر العديد من التقارير في هذا الشأن، كما عرض المشروع خلال مشاركاته في اجتماعات ومؤتمرات دولية العديد من الحقائق حول هذه المسألة، إذ تمثل الألغام محلية الصنع 85% من الألغام التي نزعتها فرق «مسام»، ولتغطية حاجة هذه المليشيا الإرهابية المتزايدة واعتمادها الدائم على الألغام الأرضية والعبوات الناسفة، فإنها مستمرة في إنشاء مصانع وخطوط إمداد ثابتة للمواد اللازمة للحفاظ على قدرتها على انتاج الألغام والعبوات الناسفة أطول وقت ممكن، أما البقية فهي ألغام مختلفة المنشأ.
لا خرائط حوثية
• هل يقدم لكم الحوثيون سواء بشكل مباشر أو عبر الأمم المتحدة خرائط للألغام التي يزرعونها، أم تعتمدون على عمليات الإبلاغ والبحث العشوائي؟
•• لم تقدم هذه المليشيا أي خرائط للألغام، ورغم أنهم ينتهجون أساليب متعددة في صناعة وتحويل الألغام إلا أن هناك بدائية في عمليات الزراعة، وكجماعة إرهابية تهدف إلى القتل والتدمير فإنها تمارس أساليب عشوائية تصل إلى حد البدائية في عمليات الزراعة والاستهداف، ضاربة عرض الحائط بأي مبادئ دينية أو أخلاقية أو حتى قواعد قانونية تتعلق بأعمال الحرب.
• برأيك من يمول صناعة مثل هذه الألغام، ومن أين للحوثيين كل هذه الألغام المختلفة والمموهة والعبوات الناسفة التي حولوا فيها اليمن إلى حقل مفخخ؟
•• بالتأكيد أن من يمول صناعة الحوثي للألغام هو من يمول الحوثي في كافة أعماله، ومصدر تمويل هذه الجماعة الإرهابية معروف للعالم أجمع، وبمجرد توقف هذا الدعم فلن يكون هناك خطر على الشعب اليمني.
30 شهيداً
• مع كل نجاح هناك قصص وتحديات كبيرة وخسائر، كيف يمكن أن تعرض تجربة «مسام» منذ انطلاقتها، والعوائق التي واجهته، وكيف تم التغلب عليها، وعدد الشهداء والجرحى الذين اختلطت دماؤهم بدماء الأبرياء في اليمن؟
•• قدم «مسام» تضحيات كبيرة في سبيل أداء واجبه الإنساني في اليمن، وفي المشروع لا ننظر إلى هذه التضحيات على أنها خسائر، صحيح أننا فقدنا 30 زميلاً من خيرة العاملين في المشروع بينهم خمسة خبراء أجانب بذلوا أرواحهم في سبيل إنقاذ أرواح الملايين من أبناء اليمن، لكن الجميع في مشروع «مسام» عقدوا العزم على مواصلة العمل حتى تحقيق الهدف وهو «يمن بلا ألغام» على الرغم من الكثير من التحديات التي تواجهنا، وأبرزها أنه رغم أننا نعمل في مناطق محررة إلا أن الحرب لا تزال قائمة بالمفهوم العسكري، كما أن مليشيا الحوثي لم تتوقف يوماً واحداً عن زراعة الألغام، وحتى في أيام الهدنة فإن المليشيا الحوثية تواصل تصنيع الألغام والعبوات الناسفة وتزرعها في أي موقع تتخيله، كما أننا نعمل في ظروف غاية في التعقيد، فمن وعورة التضاريس إلى الزراعة العشوائية للألغام، مروراً بغياب خرائط زراعة الألغام، وفي مواجهة ذلك نعتمد في عملنا على فرق المسح الميدانية، وعلى ما يتم الحصول عليه من معلومات وما نتلقاه من بلاغات من الأهالي، وكذلك ما يتم رصده من انفجارات تحدث في موقع هنا أو هناك بشكل شبه يومي.
مرجع للمنظمات
• ما أوجه التنسيق والتعاون بينكم والمنظمات الأممية العاملة في اليمن في مجال نزع الألغام؟
•• يمثل مشروع «مسام» مرجعاً مهماً للمنظمات والبرامج التابعة للأمم المتحدة، وذلك عائد لكون المشروع يعمل وفق معايير مهنية صارمة وقد حقق إنجازات ملموسة على الأرض، كما يتسم عمله بالشفافية والوضوح، فنحن المشروع الوحيد الذي يعلن أرقامه وإحصاءاته بشكل أسبوعي، ونحن من نوثق عمليات إتلاف الألغام ونعلن كافة بياناتنا ومواقع عملنا في وسائل الإعلام. وكمدير عام للمشروع شاركت في العديد من المؤتمرات وورش العمل التي عقدتها المنظمات التابعة للأمم المتحدة، كما ألتقي بين الحين والآخر مسؤولي هذه المنظمات سواءً في اليمن أو الخارج، والحقيقة أن «مسام» كمشروع ممول بالكامل من حكومة خادم الحرمين الشريفين، ولا يشكل أي عبء على هذه المنظمات، بل على العكس من ذلك يقدم كافة أوجه الدعم والمساندة لها، وقد طُلب منا تقديم دعم لوجستي في أكثر من مناسبة لمنظمة أممية تعمل في اليمن، وقدمنا ذلك إيماناً منا برسالتنا الإنسانية.
• لكن هناك تقارير يمنية تتحدث عن استغلال الحوثي للتمويلات الأممية للبرنامج الوطني لنزع الألغام في صنعاء لدعم صناعتها وزراعتها في مختلف المناطق اليمنية.. ما تعليقكم؟
•• أنا رجل أعمل في نزع الألغام في مشروع إنساني بالكامل بعيداً عن تجاذبات السياسة وتعقيداتها، واسمح لي أن أترك الجواب على ذلك للسياسيين، وبالمناسبة فإنه لا يوجد برنامج وطني في صنعاء، إنما مركز تنفيذي للتعامل مع الألغام تحت سيطرة الحوثي.
حفاوة يمنية
• بالتأكيد نجح «مسام» في صناعة الفرحة والأمل في أوساط اليمنيين بشكل مباشر وأعاد الحياة لمدن وأحياء وقرى بالكامل في اليمن.. هل تلمسون ذلك في أوساط اليمنيين؟
•• قبول «مسام» من المجتمع اليمني وحفاوة أي مواطن يمني بالعاملين بالمشروع يمثل دافعاً لنا لبذل المزيد من الجهد لضمان سلامتهم وإعادة أرضهم إلى سابق عهدها. المجتمع اليمني شاهد على عمل المشروع، ويدرك ما تبذله الفرق الميدانية من تضحيات. وعندما نقوم بتطهير مدرسة على سبيل المثال فإننا نجد الطلاب يرفعون شعار «مسام» ويحيون بكل امتنان كل نازع أو عامل في المشروع، ونحن نقدر لهم ذلك. هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإن غرفة عمليات «مسام» تتلقى يومياً عشرات الاتصالات من مواطنين يمنيين يبلغون فيها عن أجسام غريبة لعلمهم بسرعة الاستجابة وكفاءة الأداء في المشروع، وهذا حافز قوي لنا أيضاً لمواصلة العمل والتواصل مع السكان المحليين الذين نشاركهم في كافة مناسباتهم.
• كم تقدرون عدد ضحايا الألغام في اليمن منذ الانقلاب سواء القتلى أو الجرحى أو من أصيبوا بالإعاقة الدائمة؟
•• لا توجد إحصاءات دقيقة في هذا الشأن، ولكن بين الحين والآخر تظهر أرقام مفزعة عن ضحايا الألغام في اليمن، ولكن المتتبع للشأن اليمني يدرك أنه لا يكاد يمر يوم دون وقوع حوادث ألغام أو عبوات ناسفة يذهب ضحيتها مدنيون، أما بالنسبة للمصابين فزيارة لأي قرية دخلتها مليشيا الحوثي كفيلة بأن ترسم صورة مأساوية عن المأساة. فمن شيخ مبتور القدمين، إلى طفل جعلت منه الألغام رهيناً لطرف صناعي يرافقه طوال حياته، إلى امرأة بُترت يدها، أو رجل أقعدته هذه الجرائم عن كسب قوت يومه وأفراد أسرته.